English | فارسی
دوشنبه 24 شهریور 1393
تعداد بازدید: 549
تعداد نظرات: 0

درس خارج فقه كتاب الحج / فضله وثوابه جلسه دو

صوت درس:

بسم الله الرحمن الرحيم

جلسه دو

قال صاحب العروة

«فصل من أركان الدين الحج، وهو واجب على كل من استجمع الشرائط الآتية من الرجال والنساء والخناثى بالكتاب والسنة والإجماع من جميع المسلمين.  بل بالضرورة.

 ومنكره في سلك الكافرين وتاركه عمدا مستخفا به بمنزلتهم، وتركه من غير استخفاف من الكبائر.

 ولا يجب في أصل الشرع إلا مرة واحدة في تمام العمر، وهو المسمى بحجة الإسلام، أي الحج الذي بني عليه الإسلام، مثل الصلاة والصوم والخمس والزكاة.  وما نقل عن الصدوق في العلل من وجوبه على أهل الجدة كل عام على فرض ثبوته شاذ مخالف للإجماع والأخبار، ولا بد من حمله على بعض المحامل، كالأخبار الواردة بهذا المضمون من إرادة الاستحباب المؤكد، أو الوجوب على البدل، بمعنى أنه يجب عليه في عامه وإذا تركه ففي العام الثاني وهكذا. ويمكن حملها على الوجوب الكفائي، فإنه لا يبعد وجوب الحج كفاية على كل أحد في كل عام إذا كان متمكنا بحيث لا تبقى مكة خالية عن الحجاج، لجملة من الأخبار الدالة على أنه لا يجوز تعطيل الكعبة عن الحج، والأخبار الدالة على أن على الإمام كما في بعضها وعلى الوالي كما في آخر أن يجبر الناس على الحج والمقام في مكة وزيارة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )، والمقام عنده، وأنه إن لم يكن لهم مال أنفق عليهم من بيت المال. »[1]

اما قوله: «من اركان الدين الحج»:

اما الكتاب فقوله تعالى  في سورة ال عمران: {ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلاً ومن كفر فان الله غني عن  العالمين}[2]

ومن السنة:

ما رواه الكليني (قدس سره) عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام):

قال: «بني الاسلام على خمسة اشياء على  الصلاة  والزكاة والحج والصوم والولاية» وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله و سلم): «الصوم جنة من النار».[3]

وهذه الرواية المعروفة  بدعائم الاسلام ـ لان في بعض طرقها: دعائم الاسلام اربعة قد رويت بطرق كثيرة جداً عندنا.

وفي بعضها مثل ما رواه الكافي عن الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد الزيادي عن الحسن بن علي الوشاء عن ابان بن عثمان عن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفر (عليه السلام) وغيره: «ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية».

وفي نقل المحاسن عن ابن محبوب عن ابي حمزة عن ابي جعفر (عليه السلام) فاخذ الناس باربع وتركوا هذه يعني الولاية.

والحج مذكور في جميع هذه الطرق بكثرتها.

وفي المنتهى نقل العلامة (قدس سره) عن ابن  عمر ان النبي  (صلى الله عليه وآله) قال: «بني الاسلام على خمس شهادة ان لا  اله الا الله، وان محمداً رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان و حج البيت».[4]

ورواه البخاري في صحيحه[5] وكذا مسلم في صحيحه.[6]

والمستفاد من الصحيحة ان الحج من اركان الدين ودعائم الاسلام.

و قد افاد صاحب الجواهر في بيان اهمية الحج في الشريعة:

«الذي هو من أعظم شعار الاسلام، وأفضل ما يتقرب به الأنام إلى الملك العلام، لما فيه من إذلال النفس وإتعاب البدن، وهجران الأهل والتغرب عن الوطن، ورفض العادات وترك اللذات والشهوات، والمنافرات والمكروهات، وإنفاق المال وشد الرحال، وتحمل مشاق الحل والارتحال ومقاساة الأهوال، والابتلاء بمعاشرة السفلة والأنذال، فهو حينئذ رياضة نفسانية وطاعة مالية، وعبادة بدنية، قولية وفعلية، وجودية وعدمية، وهذا الجمع من خواص الحج من العبادات التي ليس فيها أجمع من الصلاة، وهي لم تجتمع فيها ما اجتمع في الحج من فنون الطاعات،. ..» ثم ذكر بعض الاخبار الواردة في فضيلة الحج.

منها: ما نقله بقوله ( قدس سره) «ان الحج المبرور لا يعدله شيء و لا جزاء له الا الجنة.»[7]

ومنها: «انه افضل من عتق سبعين رقبة»[8]

وما افاده (قدس سره) قريب لما رواه  محمد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن صندل الخادم، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: الحج حجان: حج لله، وحج للناس، فمن حج لله كان ثوابه على الله الجنة، ومن حج للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة. [9]

وما رواه الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن بعض اصحابنا عن عمر بن يزيد قال: سمعت ابا عبدالله يقول: يقول: حجة أفضل من [ عتق ] سبعين رقبة، فقلت: ما يعدل الحج شئ، قال: ما يعدله شئ ولدرهم واحد في الحج أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من سبيل الله.[10]

وروى (قدس سره) ايضاً عن محمد بن موسى بن المتوكل عن السعدآبادي عن احمد بن ابي عبدالله عن ابن ابي بشير عن منصور عن إسحاق بن عمار، عن محمد بن مسلم، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: دخل عليه رجل فقال له: قدمت حاجا ؟ قال: نعم، قال: وتدري ما للحاج من الثواب ؟ قال: لا أدري، جعلت فداك ! قال: من قدم حاجا حتى إذا دخل مكة دخل متواضعا فإذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله فطاف بالبيت طوافا وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة، وحط عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، وشفعه في سبعين ألف حاجة، وحسب له عتق سبعين ألف رقبة، قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم.[11]

وروى الشيخ (قدس سره) في التهذيب باسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان وابن ابي عمير عن معاوية بن عمار عن ابي عبدالله (عليه السلام) عن ابيه عن ابائه (عليهم السلام) ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لقيه أعرابي فقال له: يا رسول الله، إني خرجت أريد الحج ففاتني وأنا رجل مميل، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج، فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: انظر إلي أبي قبيس فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاج، ثم قال: إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه، قال: فعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كذا وكذا موقفا إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه، ثم قال: أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج، قال أبو عبد الله ( عليه السلام ): ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر وتكتب له الحسنات إلا أن يأتي بكبيرة.[12]

وروى الشيخ (قدس سره) في التهذيب ايضاً باسناده عن موسى بن القاسم

عن صفوان، وابن أبي عمير، عن نصر بن كثير، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول: درهم في الحج أفضل من ألفي ألف درهم فيما سوى ذلك من سبيل الله.[13]

وروى الصدوق في العلل عن ابيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن سيف التمار، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: كان أبي يقول: الحج أفضل من الصلاة والصيام، وذكر مثله، وزاد: وكان أبي يقول: وما أفضل من رجل يقود بأهله والناس وقوف بعرفات يمينا وشمالا، يأتي بهم الفجاج، فيسأل الله بهم. [14]



[1] . العروة الوثقي (المحشي)، ج4، ص 342 – 343.

[2] . ال عمران، اية 97.

[3] . جامع احاديث الشيعة، ج 1، باب دعائم الاسلام واهم فرائضه، ص461، ح1.

[4] . العلامة الحلي، منتهي المطلب، ج4، ص9.

[5] . صحيح البخاري، ج1، كتاب الايمان، ص7.

[6] . صحيح مسلم ج1، كتاب الايمان، ص34.

[7] . وهو مضمون ما رواه في وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 43 من أبواب وجوب الحج، ص120، الحديث 14404/3 وما رواه في المستدرك في الباب 24 منها - الحديث 22 و 24.

[8] . وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 43 من أبواب وجوب الحج، ص120، الحديث 14404/3.   

[9] . وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 40 من أبواب وجوب الحج، ص109، الحديث 14376/1.

[10] . الكليني، الكافي، ج4، باب فضل الحج والعمرة، ص260، الحديث31؛ وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 41 من أبواب وجوب الحج، ص111، الحديث 14380/3.

[11] . وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 43 من أبواب وجوب الحج، ص121، الحديث 14407/6.

[12] . وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 42 من أبواب وجوب الحج، ص113، الحديث 14385/1.

[13] . وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 42 من أبواب وجوب الحج، ص114، الحديث 14387/3.

[14] . وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، - الباب 41 من أبواب وجوب الحج، ص112، الحديث 14384/7.

کلیه حقوق این سایت متعلق به دفتر حضرت آیت الله علوی بروجردی می باشد. (1403)
دی ان ان