بسم الله الرحمن الرحيم 

جلسه شصت و هشت

ومنها الاخبار التي ربما استدل بها:

فمن جملتها: ما رواه الشيخ (قدس سره) في التهذيب والاستبصار باسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

 لا تعط من الزكاة أحدا ممن تعول، وقال: إذا كان لرجل خمسمائة درهم وكان عياله كثيرا، قال: ليس عليه زكاة، ينفقها على عياله، يزيدها في نفقتهم وفي كسوتهم وفي طعام لم يكونوا يطعمونه، وإن لم يكن له عيال وكان وحده فليقسمها في قوم ليس بهم بأس أعفاء عن المسألة لا يسألون أحدا شيئا ...»[1]

اما جهة الدلالة فيها:

فان مورد الاستدلال قوله (عليه السلام): «فليقسمها في قوم ليس بهم بأس اعفاء عن المسألة» فان المراد من عدم البأس عدم ما يوجب فسقه كارتكاب الكبائر وشرب الخمر والتجاهر وامثاله، والعدالة عندهم هي حسن الظاهر، ومن كانت له هذه الصفة لا باس به لا محالة.

ويمكن المناقشة فيه: بان عدم البأس اعم من العدالة، نعم يمكن صدقه على المتجاهر بالفسق وشارب الخمر ومرتكب الكبائر علناً، واما من لا يتصف بذلك بل لا يكون متجاهراً به ولم يحرز عدالته، فلا فانه يصدق عدم الباس به.

الا ان يقال: ان العدالة عندهم بل عند كثير هي حسن الظاهر، وصرف عدم الاتصاف بالجهات المذكورة يكفي في ثبوته ظاهراً، ولا نعني من عدم الباس الا ذلك.

نعم، لا يحرز هذا المعنى من الحديث لاحتمال كون المراد من عدم البأس عدم الباس فيه من جهة العقيدة ككونه مخالفاً. وان امكن ارادة التعميم منه ومن كونه متجاهراً.

اما جهة السند فيها:

رواه الشيخ (قدس سره) باسناده عن علي بن الحسن بن فضال، واسناده اليه صحيح في التهذيب وعلي بن الحسن بن علي بن فضال. وثقه الشيخ في الفهرست وقال النجاشي فيه: فقيه اصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم[2]. وهو من الطبقة السابعة.

وهو رواه عن عبدالرحمن بن ابي هاشم، والظاهر انه عبدالرحمن بن محمد بن ابي هاشم. قال فيه النجاشي: جليل من اصحابنا ثقة ثقة[3]. وكذا العلامة وهو من الطبقة السادسة.

وراه عن ابي خديجة، وهو سالم بن مكرم. قال النجاشي فيه: ثقة ثقة.[4] ونقل الكشي عن علي بن الحسن بن فضال انه صالح.

والشيخ ضعفه في بعض كتبه ووثقه في موضع اخر كما نقله الاردبيلي، وتردد فيه العلامة.

واحتمل السيد الخوئي (قدس سره) تشابه الرجل مع سالم بن ابي سلمة. عنه الشيخ في الفهرست وحيث ان ابن ابي سلمة لا توثيق له، فافاد بان سالم بن مكرم ضعيف. وهو من الطبقة الخامسة.

فالرواية موثقة.