بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه پنجاه و دو
وفي المقام حيث ان الروايات المنقولة عن الرجل كانت غالباً في مقامات الائمة (عليهم السلام) كما هو الحال في اخبار كتاب سليم وكثير من هذه الامور تعد غلواً عند اصحابنا الاوائل – بلا فرق بين المنشأ لذلك. اذ قد مر منا بانهم ربما يلتزمون بها الا انهم لا يرون مصلحة الطائفة في ذلك الزمان في نشر هذه المطالب حفظاً لها وتحفظا على دمائهم.
ونحن نرى عدم الارتفاع والغلو فيما رواه الرجل ومعه فيسقط القول بكذبه المقترن بالغلو في كلام الاصحاب.
هذا، وقد عرفت انه مع سقوط شهادة الكذب والضعف من جهة الغلو والارتفاع لا يبقى وجه في ضعفه في النقل ومعه، فخلينا والتوثيق العام من ابن قولويه وعدم استثناء رواياته من ناحية ابن الوليد فضلاً عن نقل مثله عنه واعتماد الصدوق عليه بنقل الاخبار المروية بالطرق التي هو فيها في كتبه خصوصاً الفقيه ونقل المفيد عنه، فان هذه الامور لو لم يكن بانفرادها دليلاً على وثاقته فلا اقل من ان مجموعها يدل على كون ما رواه موثوقاً عليه، فلا يسقط طريق النجاشي عن الاعتبار باشتماله على الرجل.
هذا واما ما مر في كلام الكشي عن الفضل بن شاذان في بعض كتبه الكذابون المشهورون ابوالخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ و محمد بن سنان وابو سمينة اشهرهم.
فيمكن التأمل فيه بان ابن داود اسقط محمد بن سنان عما نقله عن الفضل في تعداد الكذابين مع ما مر من ان شبهة الكذب ولو بصيغة التفضيل اذا اقترن بالغلو والارتفاع ولو في كلمات غيره لا يمكن حمله على الكذب في الحديث والضعف في النقل.
مضافاً الى ان مع صحة انتساب الكلام الى الفضل وتسلم ان ابي سمينة اشهر الكذابين فكيف نحمل نقل مثل محمد بن الحسن بن الوليد عنه واعتماده على الطريق المشتمل عليه.
وكيف يمكن اعتماد الصدوق على الطريق المشتمل عليه في مثل الفقيه وهل النقل عن اشهر الكذابين حجة بينه وبين الله فيه.
وكذا كيف يمكن الجميع بين ما قاله الفضل ونقل عنه ومضامين الاخبار التي رويت بطريقه الا ان نلتزم بان كل اخبار عما جرى على آل البيت بعد النبي (صلي الله عليه وآله) غلو وارتفاع مع جزمنا بان اكثر ما روي بهذا الطريق انما يؤيد بنقله بطرق اخرى ولا تشمل على الرجل هذا مع انه يمكن نقل الكلام الى غيره مما ذكره الفضل في تعداد الكذابين.
فان منهم يزيد الصايغ ولا شهادة على كونه كذاباً الا ما نقله الكشي عن الفضل بن شاذان مع انه روى عنه مثل العلاء بن رزين الذي قال فيه النجاشي وكان ثقة وجيهاً وهو من مشايخ صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب واحمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي وابن ابي عمير.
وشعيب بن اعين الحداد الكوفي الثقة الذي له اصل وروى عنه ابن ابي عمير ومنهم ايضاً يونس بن ظبيان فانه قد روى عنه صفوان بن يحيى وابن ابي عمير في باب ضروب الحج في التهذيب، وان كان قد ورد فيه ان الرضا (عليه السلام) لعنه، وقال ان يونس مع ابي الخطاب في اشد العذاب. ولكن ورد في قباله «عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبدالله بن ابي خلف عن الحسن بن علي الزيتوني عن ابي محمد القاسم بن الهروي عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم قال سألت ابا عبدالله (ع) عن يونس بن ظبيان فقال (رحمه الله وبنى له بيتاً في الجنة) كان والله مأموناً على الحديث»[1] ومنه يظهر ان المشكل فيهما الغلو كما في ابي سمينة و ورد الطعن عليهما من الائمة (عليهم السلام) او من الاصحاب كفضل بن شاذان من قبيل ما ورد من الطعن في محمد بن مسلم وزرارة وغيرهما من الاجلاء.
وكذلك الكلام في محمد بن سنان، وقد مر الكلام تفصيلاً في وثاقته.
وعليه فان ما نقل عن فضل بن شاذان من عده الكذابين واقترانهم في كلامه بمثل ابي الخطاب لايدل على اكثر من نسبة الكذب المقرن بالغلو وهو لا يدل على كذب في الحديث كما مر مراراً هذا مع ان بالنسبة الى نفس الفصل مع وثاقة وجلالة قدره و ورد مدحه من الائمة( ع) قد ورد فيه منهم (ع) الطعن. ولا نحمله الا بالظروف الخاصة في احوال الطائفة وان الاصحاب كالائمة (ع) لا يريدون اظهار بعض المطالب من ناحية خواصهم والمنتسبين اليهم ولو في ظروف خاصة وعند اشخاص خاص وان المشكل الاساسي في هذه الاشخاص عدم تشخيصهم لمواقع الاظهار كما يقال: «كان ذنبه انه يفشي الاسرار» وهذا الامر وان كانت نقيصة في الشخص الا انه لايدل على ضعفه في النقل.
وبالجملة: ان محمد بن علي الصيرفي موثوق بخبره و لا يوجب وجوده الاختلال في الطريق
ثم ان محمد بن علي الصيرفي نقل عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى
اما حماد بن عيسى الجهني البصري قال فيه النجاشي: روى عن أبي عبد الله عليه السلام عشرين حديثا وأبى الحسن والرضا عليهما السلام ، ومات في حياة أبي جعفر الثاني عليه السلام ، ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا [ عليه السلام ] ولا عن أبي جعفر [ عليه السلام ] ، وكان ثقة في حديثه صدوقاً... ومات حماد بن عيسى غريقا بوادي قناة في سنة تسع ومائتين ، وقيل : سنة ثمان ومائتين ، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله .»[2] ..
وقال الشيخ في الفهرست: ثقة له كتب وقال الكشي اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه.[3]
واما عثمان بن عيسى: فهو وان كان من ارباب الوقف ولكن قد مر وثاقته في الحديث لرواية اجلاء الاصحاب عنه مثل صفوان بن يحيى والحسين بن سعيد وعلي بن مهزيار وهما رويا عن ابراهيم بن عمر اليماني.
وهذا طريق النجاشي بحسب احوال الرجال المشتمل عليهم الطريق.
واما بحسب الطبقة:
فان النجاشي (رضوان الله عليه) من الطبقة الثانية عشرة. وعلي بن احمد من الطبقة العاشرة حيث انه ممن روى عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ولا اشكال في رواية النجاشي عنه ولا في روايته عن محمد بن الحسن الوليد، لانه ادرك ابن الوليد كما صرح عليه الشيخ (قدس سره) ويروي عنه بلا واسطة مع ان مثل المفيد يروي عن ابن الوليد مع الواسطة، وعليه فيكون علي بن احمد من كبار العاشرة، او ان ابن الوليد من كبار التاسعة.
اما ابن الوليد من الطبقة التاسعة فهو رواه عن محمد بن ابي القاسم ما جيلويه وهو من الطبقة الثامنة.
وهو رواه عن محمد بن علي الصيرفي وهو من الطبقة السابعة.
وهو رواه عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى.
قال السيد البروجردي ان حماد بن عيسى من الطبقة الخامسة او السادسة وان عثمان بن عيسى من السادسة.
ويمكن ان يقال: ان حماد بن عيسى من كبار الطبقة الخامسة لانه ادرك الامام ابو عبدالله الصادق والامام موسى الكاظم وقد مر ان عمره اكثر من الستين حين وفاته.
وعليه فيمكن نقل حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني، لان ابراهيم روى عن ابي جعفر وابي عبدالله(عليه السلام) كما افاده النجاشي والشيخ في الرجال حتى عده البرقي من اصحاب الكاظم ايضاً.
وقد مر ان ابراهيم من كبار الطبقة الرابعة وان عده السيد البروجردي (قدس سره) من الطبقة الخامسة.
وعليه فان من الممكن نقل حماد بن عيسى عن ابراهيم ولا اشكال فيه.
نعم ربما يقع الاشكال في نقل عثمان بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني، وفي كلام النجاشي قال حماد بن عيسى وحدثناه ابراهيم بن عمر ...
الا انه عد البرقي ابراهيم بن عمر من رجال الكاظم (عليه السلام) ايضاً ومعه لامانع من نقل عثمان بن عيسى عنه.
ولكن الظاهر ان للنجاشي الى كتاب سليم بن قيس طريقين:
احدهما: باسناده الى محمد بن علي الصيرفي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم.
وثانيهما باسناده الى محمد بن علي الصيرفي عن عثمان بن عيسى عن سليم، ولكنه اسقط من السند وساطة ابان بن ابي عياش عن سليم.
ووجه ذلك ان للشيخ (قدس سره) ايضاً طريقين وهما نفس ما ذكره النجاشي مع زيادة ابان بن ابي عياش فيما رواه عثمان بن عيسى عن سليم بان عثمان روى عن سليم بوساطة ابان ابن ابي عياش، اذ ليس الشيخ بوجهيه الا نفس طريق النجاشي، وعليه يتم الاعتبار في كلا سندي الشيخ كطريق النجاشي بوجهيه.
هذا ما صرح به من الطريق الى كتاب سليم في كلام الاصحاب.
ولكنه قد مر ما نقله المجلسي (قدس سره) من الطريق الى كتاب سليم بالوجادة من النسخة التي كانت عنده وفيه طريقان للشيخ الى كتاب سليم.
احدهما: نفس ما ذكره الشيخان (قدس سرهما).
وهو انه حدثنا ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ومحمد بن ابي القاسم الملقب بماجيلويه عن محمد بن علي الصيرفي عن حماد بن عيسى عن ابان بن ابي عياش عن سليم والظاهر السهو فيه من جهة ان ابن الوليد كان ناقلاً عن الماجيلوبه وان ما رواه عن ابان هو عثمان بن عيسى دون حماد بن عيسى.
ولكن المجلسي (قدس سره) بعد ذكر هذا الطريق ذكر طريقاً اخر للشيخ (قدس سره) الى كتاب سليم قال: قال الشيخ ابوجعفر: واخبرنا ابو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري (رحمه الله) قال: اخبرنا ابو محمد هارون بن موسى بن احمد التلعكبري (رحمه الله) قال اخبرنا ابو علي بن همام بن سهيل قال: اخبرنا عبدالله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب واحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن ابي عمير عن عمر بن اذنية عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي.[4]
اما ابو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري:
قال العلامة في الخلاصة: كثير السماع ، عارف بالرجال ، وله تصانيف ذكرناها في كتابنا الكبير ، سمع الشيخ الطوسي رحمه الله منه وأجاز جميع رواياته ، مات رحمه الله في منتصف صفر سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وكذا أجاز للنجاشي .[5]
قال الاسترآبادي في الرجال الكبير: يستفاد من تصحيح العلامة الطريق الشيخ (رحمة الله) الى محمد بن علي بن محبوب توثيقه ولم اجد الى يومنا من خالفه.
وهو والد ابن الغضائري المعروف احمد بن الحسين.
قال السيد البروجردي هو من الطبقة الحادية عشر.
وهو رواه عن ابو محمد هارون بن موسى بن احمد التلعكبري.
قال فيه النجاشي: كان وجها في أصحابنا ، ثقة ، معتمدا لا يطعن عليه . له كتب ، منها : كتاب الجوامع في علوم الدين . كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر ، والناس يقرأون عليه .[6]
وقال العلامة: جليل القدر عظيم المنزلة ، واسع الرواية عديم النظير ، ثقة ، وجه أصحابنا ، معتمد عليه ، لا يطعن عليه في شئ ، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة رحمه الله .[7]
وقال الميرزا في رجاله الكبير. روى جميع الاصول والمصنفات اخبرنا عنه جماعة.
وهو من الطبقة العاشرة.
وهو رواه عن ابي علي بن همام بن سهيل.
وهو محمد بن همام البغدادي قال فيه الشيخ في الفهرست: جليل القدر ثقة.[8]
وقال العلامة في الخلاصة:
... ابو علي البغدادي الكتاب الاسكافي شيخ اصحابنا ومتقدمهم له منزلة عظيمه كثير الحديث جليل القدر ثقة.[9]
قال السيد البروجردي هو من الطبقة التاسعة.
وهو رواه عن عبدالله بن جعفر الحميري:
قال النجاشي: عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري أبو العباس القمي . شيخ القميين و وجههم ، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين ، وسمع أهلها منه ، فأكثروا ، وصنف كتبا كثيرة ، يعرف منها : كتاب الإمامة ، كتاب الدلائل ، كتاب العظمة والتوحيد ، كتاب الغيبة والحيرة ، كتاب فضل العرب ، كتاب التوحيد والبداء والإرادة والاستطاعة والمعرفة ، كتاب قرب الإسناد إلى الرضا [ عليها السلام ] ، كتاب قرب الإسناد إلى أبي جعفر بن الرضا عليهما السلام ، كتاب ما بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم ، والقياس ، والأرواح ، والجنة والنار ، والحديثين المختلفين ، مسائل الرجال ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث عليه السلام ، مسائل لأبي محمد الحسن عليه السلام على يد محمد بن عثمان العمري ، كتاب قرب الإسناد إلى صاحب الامر عليه السلام ، مسائل أبي محمد وتوقيعات ، كتاب الطب . أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عنه بجميع كتبه .[10]
وكذا عن العلامة في الخلاصة وابن داود. وقال الشيخ في الفهرست ابوالعباس القمي ثقة عنه ابن الوليد.[11] وكذا عن الكشي. وهو من كبار الطبقة الثامنة. وهو رواه عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب واحمد بن محمد بن عيسى.
اما يعقوب بن يزيد ابن حماد الانباري المكاتب. وثقه الشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي والعلامة وهو من الطبقة السابعة.
اما محمد بن الحسين بن ابي الخطاب. وثقه الشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي والعلامة وهو ايضاً من الطبقة السابعة.
واما احمد بن محمد بن عيسى هو ابن عبدالله بن سعد الاشعري. وثقه الشيخ في الرجال والعلامة في الخلاصة وهو من السابقة ايضاً.
وهذه الاعلام الثلاثة نقلوا عن محمد بن ابي عمير وهو اجل من التوثيق ومن الطبقة السادسة.
وهو رواه عن عمر بن اذينة. وثقه النجاشي في الرجال والشيخ في كتابيه وهو من الطبقة الخامسة.
وهو رواه عن ابان بن ابي عياش وقد مر انه من الطبقة الرابعة.
ورواه عن سليم بن قيس من الطبقة الثالثة.
وهذا طريق مشايخ جداً الا انه لم يذكرها الشيخ (قدس سره) في رجاله والمشكل فيه اثبات الطريق المذكور للشيخ (قدس سره).
[1] الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج2، ص659، الرقم675.
[2]النجاشي، رجال النجاشي، ص142، الرقم370.
[3]الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج2، ص673، الرقم705.
[4] العلامة المجلسي، بحار الانوار، ج1، ص77.
[5]العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص116، الرقم11.
[6]النجاشي، رجال النجاشي، ص439، الرقم1184.
[7]العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص290، الرقم1.
[8]الشيخ الطوسي، الفهرست، ص217، الرقم612-27.
[9]العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص246، الرقم39.
[10]النجاشي، رجال النجاشي، ص219، الرقم573.
[11] الشيخ الطوسي، الفهرست، ص167، الرقم439-7.