بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه چهل و نه
اما الكلام في طرق ارباب جوامعنا الى كتاب سليم بن قيس.
قد مر في كلام النجاشي:
« سليم بن قيس الهلالي له كتاب ، يكنى أبا صادق أخبرني علي بن أحمد القمي قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، قال حماد بن عيسى : وحدثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب .»[1]
اما علي بن احمد القمي وهو علي بن احمد بن محمد بن ابي جيّد يكنى ابا الحسين وهو من مشايخ اجازه الشيخ والنجاشي، واكثر الشيخ الرواية عنه في الفهرست و روى النجاشي عنه في مواضع.
نقل العلامة الطباطبائي توثيقه عن السيد الداماد والمحقق البحراني والمجلسي – حسب توضيح الوحيد البهبهاني (قدس سره) –
وقال (قدس سره): - العلامةالطباطبائي – واستظهر توثيقه الشيخ البهائي ومال السيد المحقق الشيخ حسن والظاهر دخوله فيمن وثقه والده في الدراية. وقال السيد في الكبير وظاهر الاصحاب الاعتماد عليه .... واختار نفسه: والاوجه انه شيخ ثقة وحديثه صحيح[2].
ونقل العلامة المامقاني: قال السيد صدر الدين ان الشيخ يؤثر الرواية عنه غالباً، لانه ادرك محمد بن الحسن بن الوليد على ما يفيد كلام الشيخ (قدس سره) فهو يروي عنه بغير واسطة والمفيد وجماعة يروون عنه بالواسطة وطريق ابن ابي جيّد اعلا.
وقال السيد الخوئي (قدس سره): علي بن احمد بن محمد بن ابي جيّد ثقة لانه من مشايخ النجاشي وهو من الطبقة الحادية عشرة.
وهو رواه عن محمد بن الحسن بن الوليد.
قال فيه الشيخ في الفهرست:
« محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به . له كتب جماعة ، منها كتاب الجامع ، وكتاب التفسير ، وغير ذلك ، أخبرنا برواياته وكتبه ابن أبي جيد ، عنه . وأخبرنا بها جماعة ، عن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه . وأخبرنا بها جماعة ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عنه.»[3] ووثقه في الرجال.
وقال النجاشي.
« محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر شيخ القميين ، وفقيههم ، ومتقدمهم ، ووجههم . ويقال : إنه نزيل قم ، وما كان أصله منها . ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه.»[4]
ونظيره من العلامة (قدس سره) في الخلاصة.[5] وهو من الطبقة العاشرة.
وهو رواه عن محمد بن ابي القاسم ماجيلويه .
قال النجاشي فيه: « محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن عمران الجنابي البرقي أبو عبد الله ، الملقب ما جيلويه ، وأبو القاسم يلقب بندار ، سيد من أصحابنا القميين ، ثقة ، عالم ، فقيه ، عارف بالأدب والشعر والغريب ، وهو صهر أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ابنته ، وابنه علي بن محمد منها ، وكان اخذ عنه العلم والأدب . له كتب ، ...»[6]
وهو من مشايخ محمد بن الحسن بن الوليد. وقريب منه في الخلاصة[7].
وهو رواه عن محمد بن علي الصيرفي.
قال فيه النجاشي:
« محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى أبو جعفر القرشي مولاهم ، صيرفي ، ابن أخت خلاد المقرئ ، وهو خلاد بن عيسى . وكان يلقب محمد بن علي أبا سمينة ، ضعيف جدا ، فاسد الاعتقاد ، لا يعتمد في شئ . وكان ورد قم - وقد اشتهر بالكذب بالكوفة - ونزل على أحمد بن محمد بن عيسى مدة ، ثم تشهر بالغلو ، فجفي ، وأخرجه أحمد بن محمد بن عيسى عن قم ، وله قصة . له من الكتب : كتاب الدلائل ، وكتاب الوصايا ، وكتاب العتق ... .»[8]
وقال الشيخ (قدس سره) في الفهرست:
« محمد بن علي الصيرفي ، يكنى أبا سمينة ، له كتب ، وقيل : إنها مثل كتب الحسين بن سعيد . أخبرنا بذلك جماعة ، عن أبي جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ومحمد بن الحسن ومحمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عنه ، الا ما كان فيها من تخليط ، أو غلو ، أو تدليس آلهتنا ، أو ينفرد به ولا يعرف من غير طريقه .»[9]
وعدّه في رجاله من اصحاب الرضا (عليه السلام).
وقال الكشي في رجاله:
« أبى سمينة محمد بن علي الصيرفي 1032 - قال حمدويه ، عن بعض مشيخته : محمد بن علي رمى بالغلو . قال نصر بن الصباح : محمد بن علي الطاحي هو أبو سمينة . 1033 - وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ، أنه قال : كدت أن أقنت على أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي ، قال ، فقلت له : ولم استوجب القنوت من بين أمثاله ؟ قال : اني لأعرف منه ما لا تعرفه . وذكر الفضل في بعض كتبه : الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم .»[10]
وقال ابن الغضائري:
« حمد بن علي بن إبراهيم بن محمد ، الصيرفي - ابن أخت خلاد، المقرئ - أبو جعفر، الملقب بأبي سمينة، كوفي. كذاب، غال. دخل قم واشتهر أمره بها، ونفاه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري (رحمه الله) عنها. وكان شهيرا في الارتفاع، لا يلتفت إليه، ولا يكتب حديثه.»[11]
وفي الخلاصة ذكر الكلمات وزاد: «روى المفيد كتبه الا ما كان فيها من تخليط أو غلو أو تدليس أو ينفرد به ، ولا يعرف من غير طريقه.»[12]
وحاصل كلمات ارباب الرجال، ضعف الرجل الظاهر كونه من جهة فساد العقيدة من الغلو والارتفاع والانفراد بما لا يعرف من غير طريقه.
وكل هذه المذكورات لا دلالة فيها الى بيان حاله في الحديث، لان التعبير بالكذاب من جهة اقترانه بالغلو والارتفاع لا يدل على ضعفه في الحديث.
وفي القبال جهات:
1 - رواية المفيد كتبه على ما عرفت من الخلاصة وهي ظاهرة في اعتبار نقله عنه المفيد، وقول العلامة (قدس سره) الا ما كان فيها من تخليط او غلو ... اجتهاد من العلامة (قدس سره) واستظهار من عمل المفيد، والثابت منه (قدس سره) نقل ما في كتبه، وعدم نقل ما يدل على الغلو والارتفاع وغيره انما يدل على استظهاره من الروايات المذكورة عدم صحة النقل بالقرائن الدلاليّة من الامور المذكورة كالغلو وامثاله. وبعبارة اخرى ان المفيد انما رد بعض اخباره بلحاظ دلالتها على ما لا يكون مقبولاً عنده. واما عدم اعتبار نقله فلا يستفاد من عمل المفيد.
2 - ان الرجل وقع في اسناد كامل الزيارات بعنوان محمد بن علي القرشي روى عنه محمد بن ابي القاسم ماجيلويه في باب 16 فيما نزل به جبرئيل في الحسين بن علي (عليهما السلام) الحديث 7.
ففي كامل الزيارات طريق صحيح اليه، فيشمله التوثيق العام من ابن قولويه بانه لا ينقل في كتابه الا عن الثقة.
3 - روي الصدوق (قدس سره) في الفقيه:
عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن ابي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن اسماعيل بن بشّار في طريقه الى عبد الحميد الازدي.
وعن محمد بن علي القرشي الكوفي عن محمد بن سنان في طريقه الى ابي الجارود وعن محمد بن علي الكوفي عن عبدالرحمن بن ابي هاشم في طريقه الى ابي خديجة سالم بن مكرم الجمّال.
وعن محمد بن سنان في طريقه الى ابراهيم بن سفيان، وعلي بن محمد الحضيني ومحمد بن سنان.
مع انا نعلم التزام الصدوق في كتابه الفقيه انه لا يذكر في كتابه الا ما يعتمد عليه ويحكم بصحته.
وقال في موضع من الكتاب انه لا يروي في كتبه الا ما صححه شيخه ابن الوليد ومن المستبعد جداً نقله عن رجل كذاب مشتهر بالكذب .
4 - ان في طريق النجاشي الى الرجل في المقام محمد بن الحسن بن الوليد حيث ان النجاشي نقل عن ابن ابي جيّد عن ابن الوليد عن محمد بن ابي القاسم الماجيلويه عن الرجل، ونعلم ان ابن ابي الوليد استثني من روايات محمد بن احمد بن يحيى ما يرويه عن محمد بن علي ابي سمينة فيما استثنى من رجال نوادر الحكمة.
وعليه فانه لا يرى فيما رواه نفسه عن الماجيلويه عن الرجل ما يوجب الاستثناء وان استثناء رواية محمد بن احمد بن يحيى مما يرويه عن الرجل كان لجهته غير جارية ومنطبقة على ما رواه نفسه عنه، مع كونه كثير النقد، ومن اهل الدقة والنظر اكثر من غيره في الاعتماد على نقلة الحديث.
وليعلم ان ما احتمله السيد الخوئي (قدس سره) من ان علي بن محمد المذكور في طرق الفقيه او في اسناد كامل الزيارات غير علي بن محمد ابو سمينة مستدلاً بان مثل ابن قولويه الذي اكد بانه لا ينقل الا عن الثقة او الصدوق الذي التزم في كتابه الفقيه بانه لا يذكر في كتابه الا ما يعتمد عليه ويحكم بصحته كيف يمكنهما النقل من مثل الرجل فيلزم ان يكون هو غيره. اذ يستبعد نقلهما من رجل مشتهر بالكذب ... مما لا وجه له، لانه (قدس سره) لم يات بشاهد على التعدد الا نفس المدعى وهو كونه كذاباً دون جهة اخرى. وهذا نفس المدعى، لما تكرر من نفسه من ان الشهادة على الضعف المستند الى الغلو لا يوجب الضعف في النقل والحديث وان نقلهما عن الرجل كان من هذه الجهة.
5 - نقل المولى الوحيد البهبهاني عن جده – المجلسي الاول – استظهار ان مساهلتهم في النقل عن أمثاله لكونهم من مشايخ الإجازة والامر فيه سهل لان الكتاب إذا كان مشتهرا متواترا عن صاحبه يكفى في النقل عنه وكان ذكر السند لمجرد التيمن والتبرك مع ان الغلو الذي ينسبونه إليهم لا نعرفه أنه كان الاخبار غاليا دقيقا أو كان موافقا للواقع لأنا نريهم يذكرون ان أول درجة الغلو نفى السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع ان أكثر الأصحاب رووا أحاديثهم وما رأينا من اخبار أمثاله خبرا دالا على الغلو.
ثم ان المولى الوحيد البهبهاني افاد بعد نقل هذا المعنى عن جده المجلسي (قدس سره)
..بل كثير ممن ينسبوه الى الغلو وردت منهم احاديث صريحة في عدمه او ظاهرة فيه وورد عنه بخصوصية في توحيد ابن بابويه ما يدل عليه، وربما اشرنا الى بعضها في بعض التراجم ويؤيده: ان الرمي به من اهل قم واحمد بن محمد بن عيسى.[13]
وقد افاد العلامة المامقاني (قدس سره) بعد نقل هذا الكلام عن الوحيد:
... اقول ظاهر المجلسي والوحيد الميل الى العمل باخبار الرجل.
وظاهر كلام المجلسي (قدس سره) التاكيد على امرين:
1 - ان في المقام كان الراوي عن الرجل مثل محمد بن ابي القاسم ماجيلويه وهو روى عنه ما رواه عن حماد بن عثمان وحماد بن عيسى وهما من المشايخ واعلام الثقات واصحاب الاجماع وللثاني منهما كتب رواها مشايخ الاصحاب. وعليه فان ابن ماجيلويه انما روى الاخبار المروية بهذا الطريق عن الكتب المعروفة بين الاصحاب المعتمدة عندهم. وبعد ثبوت الكتاب وكونه معتمداً كانت العبرة به لا بالواسطة في الطريق الى الكتاب فالرجل صرف واسطة ومجيز في النقل عن كتب المروي عنها، ولا يخرج الطريق عن الاعتبار به لو فرض عدم اعتباره، وكذا يمكن القول بان كتاب سليم بن قيس حسب ما مر من النعماني، وغيره من الاصول المشهورة المعتمدة الثابتة عنه ابن ماجيلويه ومحمد بن الحسن بن الوليد من اعاظم الاصحاب ومعه لا خاصة الي اعتبار الواسطة بلا فرق فيه بين الرجل وحماد بن عثمان او حماد بن عيسى.
2 - ان ما يرمى به الرجل هو الكذب، والغلو والاتفاع والانفراد في النقل، والكذب وان كان ينافي الوثاقة الا ان الكذب المقترن بالغلو والارتفاع والانفراد لا يدل على كذب الرجل في النقل وضعفه في الحديث، بل ينصرف الى الكذب الناشي عن الغلو والارتفاع وحيث ان الغلو عندهم يفترق مع الغلو والارتفاع عندنا فان شهادتهم انما يعتبر بحسب ما يعتمدون في اخباره من الغلو مع ان ذلك يمكن ان لا يكون غلواً عندنا. كما مثل به بان عدم الاعتماد بسهو النبي (صلي الله عليه وآله) كان غلواً عندهم مع انه ليس غلواً عندنا.
[1]. النجاشي، رجال النجاشي، ص8.
[2]. السيد بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج3، ص85-86.
[3]. الشيخ الطوسي، الفهرست، ص237، الرقم709-124.
[4]. النجاشي، رجال النجاشي، ص383، الرقم1042.
[5] العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص247، الرقم44.
[6] النجاشي، رجال النجاشي، ص353، الرقم947.
[7] العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص260، الرقم111.
[8]. النجاشي، رجال النجاشي، ص332، الرقم894.
[9]. الشيخ الطوسي، الفهرست، ص223، الرقم624-39.
[10]. الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج2، ص823، الرقم1031.
[11]. أحمد بن الحسين الغضائري، الرجال لابن الغضائري، ص94، الرقم134-19.
[12]. العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص398، الرقم29.
[13]. الوحيد البهبهاني، تعليقة علي منهج المقال، ص319.