والحاصل:
انه لاشبهة في تمامية وثاقة ابراهيم بن عمر اليماني الصنعاني، لتوثيق النجاشي وترجيحه العلامة على قول ابن الغضائري، ورواية اجلاء الاصحاب عنه مثل محمد بن ابي عمير وابان بن تغلب ومحمد بن علي بن محبوب وغيرهم.
ثم ان ابراهيم بن عمر اما ان يعد من الطبقة الرابعة لكونه من اصحاب الباقر كما صرح به الشيخ (قدس سره) في رجاله وصرح ابن الغضائري بانه روي عن ابي جعفر وابي عبدالله(عليهما السلام) كما انه نقل عن البرقي كونه من اصحاب الباقر والكاظم (عليهما السلام) ولاشبهة في ادراكه لابي جعفر (عليه السلام) وروايته عنه فيمكن عده من الطبقة الرابعة ويظهر من السيد البروجردي (قدس سره) كونه من كبار الخامسة، وعلى كلا الوجهين لا مانع من نقله عن سليم بن قيس الذي يعد عنده (قدس سره) من الطبقة الثالثة بلا واسطة كما هو ظاهر كثير مما رواه الاصحاب كشيخنا الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة.[1]وغيره وفي طريق النجاشي الى كتاب سليم بن قيس وطريق الشيخ اليه في الفهرست.
وعليه فان ما ذكره بعض من استغراب رواية ابراهيم بن عمر عن سليم بلا واسطة واستظهار الواسطة بنقل ابراهيم عن ابن اذنية عن ابان بن ابي عياش عن سليم مما لاوجه له.
كما انه افاد السيد الخوئي في المعجم:
«هذا الاستغراب غريب ! فإن رواية إبراهيم بن عمر، عن سليم مع الواسطة أحيانا لا ينافي روايته عنه كتابا بلا واسطة، فإن إبراهيم بن عمر من أصحاب الباقر عليه السلام، فيمكن أن يروي عن سليم بلا واسطة، ...»[2]
ثم انه قد روي عن سليم بن قيس في كتب الاصحاب غير ابان بن ابي عياش وابراهيم بن عمر اليماني:
1 – ابان بن تغلب نقله الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة. ج1 ص263، باب24، حديث 9.
2 – ابراهيم بن عثمان نقله في الروضة من الكافي الحديث 21.[3]
3 – علي بن جعفر الحضرمي كما نقله في بصائر الدرجات، ص392، حديث 16[4]. وفي الاختصاص ص 329 عن ابراهيم بن محمد الثقفي عن اسماعيل بن بشار (يسار) عن علي بن جعفر الحضرمي عن سليم الشامي (الهلالي) قال سمعت علياً يقول: انه اوصيائي من ولدي مهديون كلنا محدثون فقلت يا أمير المؤمنين من هم قال الحسن و الحسين عليهما السلام ثم ابني علي بن الحسين عليهم السلام قال وعلى يومئذ رضيع ثم ثمانية من بعده واحدا بعد واحد ... .
اما الاول وهو ابان بن تغلب وهو من اجلاء الثقاة قال الشيخ في الفهرست:
«... عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي أبا محمد علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله عليهم السلام وروى عنهم، وكانت له عندهم حظوة وقدم . وقال له أبو جعفر الباقر عليه السلام: اجلس في مسجد المدينة وافت الناس، فاني أحب ان يرى في شيعتي مثلك.
وقال أبو عبد الله عليه السلام لما اتاه نعيه: اما والله لقد أوجع قلبي موت ابان . وكان قارئا فقيها لغويا ... »[5]
وقريب منه في كلام النجاشي[6] والعلامة[7].
وهو من كبار الطبقة الرابعة وعليه فلا مشكل في نقله عن سليم بن قيس بلا واسطة لانه من الطبقة الثالثة كما مر في كلام السيد البروجردي.
اما الثاني وهو ابراهيم بن عثمان .
قال النجاشي فيه:
«إبراهيم بن عيسى أبو أيوب الخراز وقيل إبراهيم بن عثمان، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، ذكر ذلك أبو العباس في كتابه، ثقة، كبير المنزلة له كتاب نوادر كثير الرواة عنه»[8].
ووثقه الشيخ في الفهرست بعنوان ابراهيم عثمان[9].
وقال الكشي في رجاله:
«أبو أيوب ابراهيم بن عيسي الخزاز: قال محمد بن مسعود: عن علي بن الحسن، أبو أيوب كوفي، اسمه إبراهيم بن عيسى، ثقة .»[10]
روي عنه اجلاء الاصحاب كابن ابي عمير وصفوان بن يحيى والحسن بن محبوب، وقد ذكر في الروايات بعنوان ابي ايوب ابراهيم بن عثمان الخزاز او ابراهيم الخزاز، ابراهيم بن عثمان الخزاز وابي ايوب الخزاز.
لاشبهة في وثاقته وجلالته الا انه من اصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) في كلام النجاشي.
وعده الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق(عليه السلام).
وعده البرقي في رجاله ايضاً من اصحاب الصادق(عليه السلام).
ومن المسلم بقرينة روايته عن محمد بن مسلم ورواية الحسن بن محبوب وابن ابي عمير صفوان بن يحيي عنه كونه من الطبقة الخامسة، وعليه لكان المشكل جداً روايته عن سليم بن قيس بلا واسطة، وليس في الكتب روايته عن ابي جعفر (عليه السلام) فهو من الطبقة الخامسة وسليم بن قيس من الطبقة الثالثة، ولم يدرك ابا جعفر لانه مات في عهد امامة علي بن الحسين (عليه السلام) فروايته عن سليم تحتاج الى الواسطة.
وعليه فانه يلزم ان يكون نقله عن سليم في الروضة من الكافي في الظاهر كونه بلا واسطة خطاً وقد مر من السيد البروجردي (قدس سره) انه وقع الاشتباه في سند الرواية وان ابراهيم انما هو ابراهيم بن عمر اليماني لا ابن عثمان.
[1] . الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، باب 22، ص240، الحديث63؛ و باب24، ص262، الحديث10.
[2] . السيد الخوئي، معجم رجال الحديث، ج9، ص236.
[3] . الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص58، الحديث21.
[4] . عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن يسار حدثني علي بن جعفر الحضرمي عن سليم الشامي ... و في بحار الانوار، ج26، ص79، حديث39. ... عن سليم بن قيس الشامي ...
[5] . الشيخ الطوسي، الفهرست، ص57، الرقم61-1.
[6] . النجاشي، رجال النجاشي، ص10، الرقم7.
[7] . العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص73، الرقم1.
[8] . النجاشي، رجال النجاشي، ص20، الرقم25.
[9] . الشيخ الطوسي، الفهرست، ص41، الرقم13-13.
[10] . الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج2، ص661، الرقم679.