بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه چهل و يك
وقد نقل العلامة المامقاني بعد ذلك الاحاديث المذكورة في كتاب الغيبة من كتاب سليم بن قيس، وقد مر بعضها في كلام السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث. وقد ظهر من كلمات العلمين:
1 - انه لا تثبت بحسب النسخ الموجودة عندنا من كتاب سليم اشتماله على الموردين الذين ذكرهما ابن الغضائري
اما ما ذكره بالنسبة الى وعظ محمد بن ابي بكر اباه عند موته، فانه مع عدم ثبوت نقله، لكون الموجود في النسخ وعظ عبدالله بن عمر اباه عند موته دون محمد بن ابي بكر، فانه مع التسلم يمكن توجيهه كما مر في كلام المحقق المامقاني، مع ان فرض اشتمال الكتاب عليه ليس دليلاً على كون الكتاب موضوعاًّ، بل يدل على سهو صاحب الكتاب او عدم دقته في النقل كما في سائر الكتب. واما ما ذكره بالنسبة الى كون الائمة اثني عشر، فقد مر من ان كتاب سليم من عمدة الاصول التي اكد فيها حسب نقله حصر الائمة في اثني عشر، وذكر اساميهم وانهم من نسل ابي عبدالله الحسين وان تاسعهم قائمهم، فكيف يمكن اولاً نقل مثل سليم الراوي لهذه الاخبار الكثيرة نقل ما فيه ان الائمة اثنا عشر من ولد امير المومنين، وفي صورة فرضه محالاً كيف يدل على كون الكتاب موضوعاً، فان غاية الامر ان فيه الفاسد كما افاده العلامة، او ان فيه خلط او تدليس كما افاده المفيد، ولا وجه لكون تمام الكتاب موضوعاً. والظاهر ان الشبهة في عمدة الكلمات ترجع الى قول ابن الغضائري، ولعل مستنده في ذلك ما ورد في ترجمة هبة الله بن احمد الكاتب من عمله كتاباً للزيدية وانه ذكر فيه رواية فيها ان الائمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي (عليه السلام)، وهذا مضافاً الى عدم كونه دليلاً على كون كتاب سليم موضوعاً، انما يدل على اعتبار الكتاب عند الجميع في وقته حيث ان هبة الله بن احمد اسند ما وصفه الى كتاب سليم، ولو كان في نظره كتاب اكثر اعتباراً منه لاسند اليه تحكيماً لما ادعاه. وبالجملة انه يثبت كتاب لسليم بن قيس، وان الاصحاب جلهم لو لا كلهم يعتمدون عليه كما مر في كلام النعماني، وانه من اقدم اصول اصحابنا.
ومن عمدة منابع ما عليه شيعة اهل البيت في العصر الاول وعهد التابعين بل الصحابة. ومما مر من البحث ظهر وجه النقاش في كلمات جماعة من الاعلام كالشيخ المفيد (قدس سره) والعلامة وقد مر نقل كلامهما. وكذا ما نسب الى الشهيد الثاني (قدس سره).
حيث انه في تعليقته على الخلاصة بعد قول العلامة الوجه عندي الحكم بتعديل المشار اليه والتوقف في الفاسد من كتابه، معترضاً عليه:
«لا وجه للتوقف في الفاسد، بل في الكتاب لضعف سنده على ما رأيت وعلى التنزل كان ينبغي ان يقال: ورد الفاسد منه والتوقف في غيره.»[1]
ومراده (قدس سره) من ضعف السند على ما راى العلامة، ما نقله ابن الغضائري حيث ان العلامة ذكر قوله والوجه عندي ... بعد نقل كلام ابن الغضائري المتقدم الدال على كون كتاب سليم موضعاً للوجهين الذين ذكره امارة عليه.
ومن العجب ان صاحب روضات الجنات نقل عن خط الشهيد الثاني في حاشية على الخلاصة عند قول المصنف: «منها ان محمد بن ابي بكر... انما كان ذلك من علامات وضعه، لأن محمداً ولد في حجة الوداع... الى ان قال:
أمّا الّذى رايتفيما وصل إلىّ من نسخة هذا الكتاب أنّ عبد اللّه بن عمر نصح أباه حين موته حيثقال: إن بايعوا أصلع بنى هاشم يحملهم على المحجّة البيضآء هو أقومهم على كتاب اللّهو سنّة نبيّة صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فقال له إبنه:فما يمنعك أن تستخلفه؟»[2]
ومع صحة هذا النقل فإنما يسئل عن الشهيد (رضوان الله عليه)، بأن مع الوقوف على ان ما ادعاه ابن الغضائري كان مستنداً الى نسخة غير صحيحة، ومع ذلك جعله من امارات كون كتاب سليم موضوعاً، فلماذا يحتمل ذلك في الامارة الثانية التي ادعاها ابن الغضائري لوضع الكتاب من ان الائمة ثلاثة عشر، مع ان ما وصل اليه من الكتاب كان مشمولاً قطعاً على الروايات الكثيرة التي دلت على ان الائمة اثني عشر بذكر الخصوصيات والجزئيات حسب ما نقل النعماني بعضها. وعلى فرض عدم صحته، مع انه بعيد لكون صاحب الروضات اجل شأنا من نقل غير مستند مع تأكيده بأنه نقله عن خط الشهيد، فإن اشتمال كتاب على خبرين فيهما شبهة، بل كانا مما يقطع بفسادهما هل يوجب الحكم بكون الكتاب موضوعاً، وأنه يلزم رد الفاسد والتوقف في غيره، واذا كان البناء ذلك فلماذا تعتمدون على الكافي، و كتب الصدوق وغيرهما (رضوان الله عليهم).مع ان في كثير من كتب اعلام العامة ان محمد بن ابي بكر كان عند وفاة ابيه له من العمر اكثر من اربعة سنوات.
كما يظهر ما حققناه ما في كلام العلامة الشعراني (قدس سره) في تعليقته على شرح اصول الكافي للعلامة المولى صالح المازندراني حيث قال عند ذكر كلام الماتن في ترجمة ابان بن ابي عياش، حيث نقل كلام ابن الغضائري من ان اصحابنا نسبوا وضع كتاب سليم بن قيس اليه:
كل ما رأيناه منقولا عن سليم فهو من هذا الكتاب المعروف، وقد طبع أخيرا، وفيه امور فاسدة جدا كما ذكروا، فلا عبرة بما يروى عنه إلا أن يؤيد بقرينة عقلية أو نقلية، وقد ذكر ابن الغضائري أنه وجد ذكر سليم في مواضع من غير جهة كتابه ورواية أبان بن أبي عياش عنه، ونقل عنه ابن عقدة أحاديث في رجال أمير المؤمنين ( عليه السلام )، ولكنا ما رأينا في كتبنا التي بأيدينا حديثا عنه وحينئذ فينحصر الأمر في الكلام على الكتاب الموجود، وهو ضعيف جدا، فكأنه نظير كتاب الحسنية وكتاب عبد المحمود النصراني الذي أسلم وتحير في المذاهب حتى هداه الله للتشيع موضوع لغرض صحيح، وإن لم يكن له واقع وحقيقة.»[3]
وقال في موضع اخر من تعليقته:
«وقد ذكرنا في غير موضع أن التكلم في سليم بن قيس وأبان بن أبي عياش ينبغي أن يخصص بهذا الكتاب الموجود بأيدينا المعروف بكتاب سليم والحق أن هذا كتاب موضوع لغرض صحيح نظير كتاب الحسنية وطرائف ابن طاووس والرحلة المدرسية للبلاغي ...»[4]
[1] . الشهيد الثاني، مجموعة رسائل الشهيد الثاني، ج2، ص993.
[2] . محمد باقر بن زین العابدین االخونساری، الجنات فی احوال العلماء و السادات، ج4، ص68-69.
[3] . مولى محمد صالح المازندراني، شرح اصول الكافي، ج2، ص139.
[4] . مولى محمد صالح المازندراني، شرح اصول الكافي، ج2، ص307.