درس خارج فقه من قسمة الخمس و متسحقه جلسه چهل
بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه چهل
وافاد العلامة المامقاني في تنقيح المقال، بعد نقل كلام ابن الغضائري:
«و أقول: إنّ ظاهره انحصار المستنكر ممّا في الكتاب في الفقرتين، و إلاّ لذكر غيرهما.
و الوجه في وضع كون الأئمّة (عليهم السلام) ثلاثة عشر واضح كنار على علم.
و أمّا في كون وعظ محمّد بن أبي بكر أباه عند موته، فهو أنّه ولد في حجة الوداع، و كان عمره عند موت أبيه دون الثلاث سنين؛ لأنّ من حجة الوداع إلى وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) عدّة أشهر، و زمان خلافة أبي بكر المغصوبة سنتان و أربعة أو ستة أشهر، فيكون المجموع دون الثلاث سنين، فكيف يعقل وعظ أباه عند موته؟! و أجيب عن ذلك: بإمكان كون ذلك بتلقين أمه أسماء بنت عميس، مضافا إلى أنّ كون عمر محمّد عند موت أبيه دون الثلاث سنين، و كون ولادته في حجة الوداع غير قطعي حتى يردّ به مثل هذا الكتاب المعتبر.
و ذكر الفاضل التفرشي في حاشيته على النقد منه ما يكون جوابا عن الوضع في الفقرتين جميعا، حيث قال- ما نصّه-: قال بعض الأفاضل:[1]
رأيت فيما وصل إليّ من نسخة هذا الكتاب أنّ عبد اللّه بن عمر وعظ أباه عند موته، و أنّ الأئمة ثلاثة عشر من ولد إسماعيل، و هم رسول اللّه مع الأئمّة الاثني عشر [صلوات اللّه عليهم أجمعين]و لا محذور في أحد هذين. انتهى. و إنّي لم أجد في جميع ما وصل إليّ من نسخ هذا الكتاب إلاّ كما نقل هذا الفاضل، و الصدق مبيّن في وجه أحاديث هذا الكتاب من أوّله إلى آخره، فكأنّ ما نقل ابن الغضائري محمول على الاشتباه. انتهى ما في حاشية النقد. و عليه؛ فقد ارتفعت شهادة الفقرتين على الوضع.
و أمّا ما ذكره النجاشي[2] في ترجمة: هبة اللّه بن أحمد الكاتب، من أنّه كان يحضر مجلس أبي الحسن(في اكثر النسخ ابي الحسين) ابن شيبة العلوي الزيدي المذهب، فيعمل له كتابا، و ذكر أنّ الأئمّة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام و احتجّ بحديث سليم بن قيس الهلالي أنّ الأئمّة ثلاثة عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام. . إلى آخره، فلا شهادة فيه على كون كتاب سليم بن قيس مشتملا على ما نسبه إليه هبة اللّه، و لعلّ في كتاب سليم الأئمّة ثلاثة عشر من ولد إسماعيل، فأبدل هبة اللّه إسماعيل بأمير المؤمنين عليه السلام و نسب الكلمة المصحفة إلى كتاب سليم بن قيس، فيكون ذلك علامة وضع كتاب أبي الحسن بن شيبة الذي عمله هبة اللّه، لا كتاب سليم بن قيس. و ربّما حكي عن الفاضل التقي المجلسي (قدّس سرّه) دفع ما استشهد به ابن الغضائري ثانيا-لكون الكتاب موضوعا-بأنّه: روى النعماني في كتاب الغيبة أحاديث كثيرة في أنّ الأئمّة اثنا عشر، أمّا ما بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من كتاب سليم بن قيس الهلالي، ثمّ ذكر أنّ كتابه أصل من الاصول التي رواها أهل العلم، و حملة حديث أهل البيت عليهم السلام و أقدمها؛ لأنّ جميع ما اشتمل هذا الأصل إنّما هو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين عليه السلام و المقداد و أبي ذرّ و سلمان الفارسي. . و من جرى مجراهم؛ ممّن شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين عليه السلام و سمع منهما، فهو من الاصول التي ترجع إليها الشيعة، و يعوّل عليها، و إنّما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب. انتهى-يعني كلام النعماني-.
ثمّ قال: [قال]المجلسي : و أنت خبير بأن ابن الغضائري لم تكن له معرفة بفحول أصحابنا و بجرحهم، و كفى باعتماد الصدوقين-الكليني و الصدوق ابن بابويه-عليه، و لا يعتمد في قبالهم على قوله، مع أنّ أصحاب الرجال لم يذكروه بخير و لا مدحوه، فكيف بالتوثيق؟ و هذا الأصل عندي و متنه دليل صحته. انتهى كلام المجلسي.
و إن شئت أن يزداد لك كلام ابن الغضائري اشتباها و سقوطا، نقلنا لك شطرا من عبارة النعماني في الغيبة عند ذكره عدّ الأئمة عليهم السلام، قال : و من كتاب سليم بن قيس الهلالي. »[3]
[1] . ان المولي عناية الله القهبائي نقل هذه العبارة عن الشهيد الثاني (قدس سره). راجع مجمع الرجال، ج3، ص 155. نقلا من كتاب تنقيح المقال، ج32، ص411.
[2] . في جميع طبعات رجال النجاشي الاربعة، اثنا عشر. نقلا من كتاب تنقيح المقال، ج32، ص411.
[3] . عبدالله مامقاني، تنقیح المقال فی علم الرجال، ج ٣٢، ص 410-419 .