تنبیهات الاستصحاب/ التنبیه الحادی عشر/ جلسه بیست و یکم
صوت درس:
بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه بیست و یکم
وأورد عليه :
بان اتصال المعتبر في إجراء الاستصحاب محرز ، وغير المحرز غیر معتبر.
بيان ذلك :
إن المعتبر انما هو اتصال زمان المشكوك بما هو مشكوك بزمان المتيقن بما هو متيقن ، وليس المعتبر اتصال زمان ذات المشكوك بزمان ذات المتيقن ، لأنَّ تحقق ركني الاستصحاب لا يتوقف على ثبوت المتيقن والمشكوك واقعا ، بل انما يتوقف على حصول اليقين والشك ، وكون المتيقن حاصلا في أفق اليقين والمشكوك حاصلا في أفق الشك ، ولو لم يكن لهما ثبوت واقعي أصلا . وإذا ثبت ان الأثر انما يترتب على المتيقن والمشكوك بما هو متيقن مشكوك ، كان المعتبر هو اتصال زمان المشكوك بما هو مشكوك بالمتيقن بما هو متيقن ، وهو محرز لان المشكوك هو عدم الموت في زمان الاسلام ، وهذا الشك حاصل في الآن الثاني ، إذ لو التفت الانسان في الآن الثاني إلى عدم الموت في زمان الاسلام ، فاما ان يحصل له اليقين به أو بخلافه أو يشك فيه . والفرضان الأولان منتفيان فيثبت الثالث وهو الشك.
فالآن الثاني زمان الشك أيضا ، فلا ينفصل زمان الشك عن زمان اليقين ، واليقين بزمان الحادث الاخر لم يؤخذ جزء لموضوع الأثر وإلا لكان الموضوع معلوم الارتفاع لا مشكوكه - كي تكون الشبهة مصداقية- ، لعدم اليقين بزمان الحادث الاخر ، ومعه لا يتحقق أحد جزئي الموضوع ، فيعلم ارتفاعه[1].
و یورد علیه:
إنَّ عدم الموت فی زمان الاسلام أمّا أن یوخذ بنحو العام المجموعي، بمعنى ان الاسلام قيد لعدم الموت ، فالأثر يترتب على أمر عدمي متصف بوصف وجودي ، بحيث يكون هناك شك واحد واحراز واحد . واما ان يؤخذ بنحو التركيب وكون كل منهما جزء الموضوع للأثر ، فيكون هناك شكان أحدهما متعلق بعدم الموت والاخر بالاسلام .
فعلى الأول :
وإن صحَّ ما ذكره من تعلق الشك بعدم الموت في زمان الاسلام في الآن الثاني . لكنه.
أولاً: خلاف المفروض كما عرفته .
وثانياً : لا يصح استصحابه لكونه غير مسبوق باليقين سابق بعدم الموت المتصف بكونه في زمان الاسلام .
وعلى الثاني :
فعدم الموت في ألآن الثاني وان كان مشكوكاً ، ولكن أثره انما يترتب مع احراز زمان الاسلام في الآن الثاني كي يستصحب كما عرفت، وهو غير محرز فلا يجدي الشك في عدم الموت في صحة اجراء الاستصحاب.
وقد تبين من هذا كله:
عدم ورود أي اشكال على عبارة الكفاية بناء على ما ذكرناه من التفسير. ومعه يتم المحذور الأول في جريان الاستصحاب في مجهول التاريخ.
حاصله : كون زمان الشك عنوانا اجماليا هو زمان الاسلام - وليس هو
مطلق الزمان - ، ويمكن انطباقه على كلا الأنين فلا يحرز اتصال زمان الشك بزمان اليقين ، فتكون الشبهة مصداقية »[2]
[1] . الأصفهاني المحقق الشيخ محمد حسين . نهاية الدراية 3 / 109 - الطبعة الأولى .
[2] منتقى الأصول، ج ٦، تقرير بحث السيد محمد الروحاني لعبد الصاحب الحكيم، ص ٢٥٣