بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه شصت و سوم
و یمکن أن یقال:
أنَّه قد مرَّ ذهاب جماعة من الفقهاء الی انعقاد الیمین من الولد مع اذن المولی و من الزوجة مع اذن الزوج و من المملوك مع اذن مالکه.
و مستندهم فی ذلك : جمع من الاخبار.
منها:
ما رواه الکلینی عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ :
لاَ يَمِينَ لِلْوَلَدِ مَعَ وَالِدِهِ وَ لاَ لِلْمَمْلُوكِ مَعَ مَوْلاَهُ وَ لاَ لِلْمَرْأَةِ مَعَ زَوْجِهَا وَ لاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَ لاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ. [1]
و رواه الشیخ فی التهذیب باسناده عن الکلینی.
کما رواه الصدوق قدس سره فی الفقیه باسناده عن منصور بن حازم عن أبی جعفر(ع) و هذه الروایة صحیحة:
أما بالنسبة الی طریق الکلینی فإن منصور بن حازم من اجلة الثقات قال النجاشی:
منصور بن حازم أبو أیوب البجلي کوفی ثقة عین صدوق من أجلة أصحابنا و فقهائهم روی عن أبی عبد الله و أبی الحسن موسی علیهما السلام ، له کتب منها أصول الشرایع، کتاب الحج.[2]
و أفاد العلامة فی الخلاصة:
منصور بن حازم أبو أیوب الجبلی کوفی ثقة عین صدوق من أجلة أصحابنا و فقهائهم روی عن الصادق و الکاظم(ع)[3].
و ظاهر هما عدم روایته عن ابی جعفر(ع)
ولکن الشیخ فی رجاله عده تارة من أصحاب الباقر(ع) وأخری من أصحاب الصادق(ع) من دون تعرض لنقله عن الکاظم(ع)[4].
و عده من أصحاب الباقر(ع) من الشیخ مذکور فی النسخة المطبوعة، وأما باقی النسخ خالیة عنه.
و عده البرقی من أصحاب الصادق(ع).
کما عده المفید فی رسالته العددیة من الفقهاء الاعلام و الرؤساء، المأخوذ منهم الحلال و الحرام و الفتیا و الاحکام الذین لا طعن علیهم، و لا طریق الی ذم واحد منهم[5].
و بالجملة لا کلام فی وثاقة منصور و جلالة قدره و مثله ابن أبی عمیر و قد مرَّ تمامیة وثاقة ابراهیم بن هاشم و علیه فإنَّ طریق الکلینی محکوم بالصحة.
و مثله طریق الشیخ.
و أما طریق الصدوق. فاسناده إلی منصور بن حازم معتبر عنه العلامة (قدس سره) فان فی طریق الصدوق الی منصور فی المشیخة محمد بن علی بن ما جیلویه و محمد بن عبد الحمید بن سالم.
فإنَّ طریق الصدوق فی الشیخ إلیه: محمد بن علی بن ما جیلویه (رضی الله عنه)، عن محمد بن یحیی العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحمید، عن سیف بن عمیرة، عن منصور بن حازم الأسدي.
أمَّا محمد بن علی بن ما جیلویه:
فإنَّ العلَّامة (قدس سره) صحح طریق الصدوق إلی اسماعیل بن ریاح وهو فیه و کذا صحَّح طریقه إلی الحرث بن مغیرة، و إلی الحسن بن زید وغیره و هو فیها.
و قد کثر روایة الصدوق عنه من غیر واسطة.
و وثقه الفاضل الجزائري، الاسترآبادی فی الوسیط و حکی توثیقه عن الرواشح للمحقق الداماد.
و یؤیده رضی الصدوق له فی المشیخة و الخصال و المجالس و العلل و التوحید. و هو من الطبقة التاسعة. و من مشایخ الصدوق و أرباب اجازته.
و بالجملة: إنَّ الوجه لنا تمامیة توثيقه و عمدة المستند فیه تصحیح العلامة له و أمَّا محمد بن عبد الحمید بن سالم العطار.
فإنّه وان ورد التأمل فی أسناد الصدوق بمنصور بن حازم من جهته الا أنَّه نقل وثاقته النجاشی و قال: وکان ثقة من أصحابنا الکوفيین[6].
و وثَّقه أبو داود فی رجاله و هو من الطبقة السادسة.[7]
و علیه فإن أسناد الصدوق الی منصور بن حازم فی المشیخة معتبر.
و أفاد السید الخوئی:
و یظهر من طریق الشیخ إلیه أنَّ للصدوق أیضاً طریقاً صحیحاً الی کتابه و یکتفی بذلك.
الا ان المشکل فی نقل الصدوق نقل الروایة عن منصور عن أبی جعفر ولیس فی الأُصول ما رواه عن ابی جعفر غیره، ولعله ضبط من ناحیة الکاتب فان منصور إنما نقل عن أبی جعفر کثیراً بوساطة غیره ولکنه لا بأس به و لا یوجب الوهن فی حجیة الروایة.
[1] . وسائل الشيعة، ج23، ص 217، الباب 10 من ابواب الایمان الحدیث 2.
[2] . رجال النجاشی، ص 413.
[3] . خلاصة الرجال ص 275.
[4] رجال الشیخ ، ص 147-306.
[5] . معجم رجال الحدیث، ج 19، ص 273.
[7] . رجال ابی داود، ص 321.