تنبیهات الاستصحاب/ التنبیه الرابع عشر/ جلسه هشتاد و یک
صوت درس:
بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه هشتاد و یک
و لکن ما ذکره فی تفسيره لکلام الشیخ مردود لوجهین :
الاول :
ان کلام الشیخ کالصریح فی ان المعتبر هو احراز بقاء الموضوع عند ارادة استصحاب عرضه و محموله .
الثانی :
انه اذا کان ترتب الاثر متوقفاً علی احراز الحیاة ایضاً ، فلا یجدی استصحاب الحیاة فی ترتبه ، لأن مرجع ذلک الی کون الاثر یترتب علی ثبوت الحی العادل، فالعدالة و الحیاة مأخوذتان فی موضوع الحکم بنحو التوصیف لا الترکیب ، کما هو شأن کل عرض و محله ، اذا اخذا فی الموضوع للحکم ، فحیث ان الحیاة موضوعها الجسم الوجود، فیمکن استصحاب حیاة هذا الجسم الخاص و لکن استصحاب العدالة علی ما قرره – اعنی : استصحاب عدالة الحی – لا یثبت اتصاف الموجود بالعدالة بضم استصحاب الحیاة الا بنحو الاصل المثبت کما عرفت . و استصحابها بمفاد کان الناقصة - اعنی استصحاب عدالة هذا الموجود – غیر ممکن ، لعدم احراز بقاء موضوعه و هو الحیاة .
و لعل المحقق النائینی فی کلامه ناظر الی هذه الجهة وتصحيحها و لا بد فی توضیح کلامه من بیان شيء و هو :
انه قد اشکل فی الاستصحاب : بأن الحکم لا یترتب علیها مباشرة و انما یترتب علی عنوان مضاف الی الموضوع ، فاستصحاب الموضوع لا یثبت تحقق العنوان المذکور ، مضافاً الی موضوعه کی یترتب علی الحکم الا بنحو الأصل المثبت
مثلا : الحرمة مترتبة علی شرب الخمر و لیست علی الخمر نفسه، فاستصحاب خمریة الخمر لا یثبت ان شرب المستصحب شرب للخمر الا علی القول بالأصل المثبت .
و قد اجیب عن هذا الاشکال بأجوبه لا تخلو من نظر :
و عمدة الجواب :
هو الالتزام بأن موضوع الحکم مرکب من الوصفین وهما الشرب و الخمریة ، مثلا و هما وصفان عرضیان یتواردان علی موضوع واحد و هو المائع ، فلم یؤخذ فی موضوع الحرمة الشرب المتصف بالخمریة ، بل شرب مائع و خمریته ، فإذا احرز احدهما بالوجودان و الاخر بالاصل ، التأم الموضوع و ترتب الحکم اذا اتضح هذا :
محصل ما ذکره النائیني : ان الموضوع فیما نحن فیه قد اخذ مرکباً ، فالعدالة و الحیاة اخذا بنحو الترکیب فی الموضوع لا بنحو التوصیف .
و شأن كل الموضوعات المرکبة ان بکون الحکم مترتباً علی احد الجزئین علی تقدیر الجزء الاخر ، فإذا احرز الجزء الاخر ثم الموضوع و ثبت الحکم ، و هذا هو معنی استصحاب العدالة علی تقدیر الحیاة .
و بهذا التوجیه لکلامه یتوجه ان یکون تفسیراً لکلام الشیخ ، الا انه لا یخلو عن نظر لأمرین :
الاول : ان الملحوظ فی کلام الشیخ هو احراز الموضوع ، و کلامه دائر حول هذا الأمر، و ما ذکره خارج عن ذلک .