Menu
الجمعة 22 تشرين الثاني 2024
الإثنين 11 حزيران 2018
تعداد بازدید: 473
تعداد نظرات: 0

عقد ندوة علمية تحت عنوان "الدين والتدين في ايران" بمكتبة آية الله البروجردي

عقد ندوة علمية تحت عنوان "الدين والتدين في ايران" بمكتبة آية الله البروجردي

اكد آية الله علوي بروجردي خلال لقائه بأساتذة وطلاب جامعة هانوفر الالمانية على مكانة الدين ودور رجال الدين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، مبينا ان الدين ومكانته بين الشعب الايراني ليس تشريفيا او هامشيا، بل هو موجود في معتقداتهم على مر التاريخ الاسلامي، بل وحتى قبل ذلك، ومن اهم الادلة على ذلك هو حياة الناس على اسس القيم الاسلامية، لذا فقد كان سلاطين ايران سابقا يتظاهرون بالتدين بغية الاستفادة من المساحة الدينية السائدة في اوساط المجتمع الايراني آنذاك لتحقيق اهدافهم السياسية، لانهم يعلمون ان الشعب الايراني له تصورات وتصديقات دينية راسخة، اي ان الحياة المادية والبعيدة عن المعنويات ليست لها جاذبية بين ابناء هذه الارض.

اكد آية الله علوي بروجردي خلال لقائه بأساتذة وطلاب جامعة هانوفر الالمانية على مكانة الدين ودور رجال الدين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، مبينا ان الدين ومكانته بين الشعب الايراني ليس تشريفيا او هامشيا، بل هو موجود في معتقداتهم على مر التاريخ الاسلامي، بل وحتى قبل ذلك، ومن اهم الادلة على ذلك هو حياة الناس على اسس القيم الاسلامية، لذا فقد كان سلاطين ايران سابقا يتظاهرون بالتدين بغية الاستفادة من المساحة الدينية السائدة في اوساط المجتمع الايراني آنذاك لتحقيق اهدافهم السياسية، لانهم يعلمون ان الشعب الايراني له تصورات وتصديقات دينية راسخة، اي ان الحياة المادية والبعيدة عن المعنويات ليست لها جاذبية بين ابناء هذه الارض.

واشار المسؤول عن مكتبة آية الله البروجردي الى ان مذهب التشيع في ايران له مكانة خاصة ومختلفة عن باقي المذاهب، كما ان الشعب الايراني له علاقة مباشرة برجل الدين والعالم الشيعي، حيث يحسب لرجل الدين الشيعي حساب آخر ليس كباقي المذاهب، وهذه الاعتقادات متجذرة في نفوسهم، ويعتقد الشيعة كذلك بأنه علاوة على مكانة النبوة والرسالة فان هناك مكانة سماوية خاصة وذات اهمية ايضا للامامة، وان الامامة لها ارتباط سماوي الهي محفوظ بعد وفاة الرسول الاكرم (ص) الى يومنا هذا، وقد تم حفظ هذا الارتباط بواسطة الامام المهدي (عج) وهذا الامر من خصائص ومميزات واعتقادات الشيعة.

كما بين استاذ الحوزة العلمية علوي بروجردي ان من معتقدات الشيعة في عصر الغيبة هي: اتباع ممثل الامام (عج) او نائبه في عصر الغيبة، حيث يعتقد بطاعة المرجع الجامع للشرائط او نائب الامام (ع) واخذ الاوامر منه، اي ان كل ما يرتبط بالمسائل الحياتية يجب ان يكون منطبقا فتوى النائب العام، وهذا ما يوجد الارتباط العميق والراسخ بين الناس والمرجعية الشيعية، وهذا امر بغاية الاهمية.

وحول ترابط الشعب مع المرجعية اضاف آية الله علوي بروجردي ان هذا الترابط في ايران كان على مر التاريخ بمعزل عن الحراك السياسي والحكومات المتعاقبة، ولم تستطع اي حكومة من ايجاد خلل في هذا المسار، فقد كانت الحوزة العلمية والعلماء والمراجع يعملون بصورة مستقلة في المجتمع بعيدا عن الحكومات، ومن ابرز المصاديق على ذلك هي فتوى تحريم التبغ (الأركيلة) من قبل المرجع الشيعي المرحوم آية الله ميرزا شيرازي، حيث اقدم كل افراد المجتمع على تكسير زجاجات التبغ، وهذا نموذج من نماذج قدرة ومكانة رجل الدين في ايران.

ووصف مكانة رجل الدين بين اوساط المجتمع بالاهم في المجتمع الشيعي، حيث كان اساس تشكيل الثورة الاسلامية الايرانية وجذورها هو اعتقاد الشعب الايراني برجال الدين، فالبعض يتصور بأن النفوذ الذي تحضى به المرجعية خاضع لزمان معين كزمن ما قبل الثورة الاسلامية، الا ان هذا النفوذ كان في الازمنة السالفة ولا زال وسيبقى.

وبمقارنة صغيرة وبسيطة بين الثورة الاسلامية الايرانية والثورات الاخرى مثل ثورة الشعب المصري، نستطيع ان نصل الى نتيجة واقعية وهي: مدى العظمة والمكانة المتميزة لرجل الدين الشيعي في اوساط المجتمع وحكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

آية الله علوي كركاني اشار الى اقتدار وتماسك ومكانة نظام الجمهورية الاسلامية، مؤكدا على ان ادارة النظام كان متوقفا على العقيدة والمباني الدينية الصحيحة، وان اهم نموذج لهذا الاقتدار هو الحرب الجائرة على ايران والتي دامت لثمان سنوات، حيث تم دعم الحكومة العراقية واسنادها من قبل الدول الاجنبية ودول المنطقة، وقد شاركت جميعها بشن الحرب ودعم العراق معلوماتيا ولوجستيا من اجل ضرب ايران، ولم تلقى تلك الاعمال اي ادانة من الامم المتحدة، وقد تم اشهار السلاح للقتل الجماعي بوجه الشعب الايراني المظلوم، الا ان العالم كان يقف موقف المتفرج، حينها لم تسعف الثورة الاسلامية ولا نظامها سوى العقيدة الدينية التي يتمتع بها الشعب الايراني، والتي ساهمت في ديمومة الثورة الى هذا اليوم، حيث اثبتوا ان بالتوكل على الله تعالى يستطيعوا ان يفعلوا كل شئ.

وفيما يخص استقلالية الحوزات والمرجعية عن السياسات والحكومات قال: ان هذا الامر معمول به منذ القدم، وهو يترسخ يوما بعد الاخر.

ان التدين في ايران مختلف تماما عن التدين عند المسيحي او في الكنائس، والدليل على ذلك هو نفوذ المرجعية بين افراد المجتمع الايراني.

وتطرق استاذ بحث الخارج في الحوزة العلمية الى قضية ظهور الامام المهدي (ع) وان تمهيد ارضية الظهور بحاجة الى عمل مستمر، فان اعتقاد الشيعة انه سيظهر يوما، وفي اجابة على طول عمر الامام (ع) قال: ورد في المصادر المسيحية ان بعض الانبيا احياء مثل النبي خضر ولكن يبقى السؤال متى ظهوره ؟ فانها مسألة اعتقادية ومن الضروري بحثها في مكتب الانتظار. ومعناه ان استطاع كل البشر ان يعيشوا متجاورين مسالمين فستطبق العدالة، وكان الهدف من تأسيس منظمة الامم المتحدة هو حفظ واستقرار العدالة في العالم، وبما انه لم يتحقق بعد فمن الضروري ان يكون العمل مستمرا من اجل التمهيد للظهور، وهذا التمهيد ليس بمعنى الحرب والعنف، بل التثقيف والتوعية لظهور حكومة واحدة عالمية تحت لواء المهدي الموعود (ع)، وفي هذه الاثناء تعتقد الديانة المسيحية بعودة السيد المسيح يوما ما، وهذا دليل على ان هناك اعتقاد مشترك بين كل الديانات بعملية الظهور

واجاب آية الله علوي بروجردي على سؤال حول تعدد فرق الشيعة: ان كل فرق الشيعة تنضوي تحت لواء واحد وهو التشيع، ومن جملتها الزيدية والذين يؤمنون بست ائمة فقط والاثنا عشرية.

مسؤول مسجد اعظم في قم ذكر في ختام كلامه ان الهدف من كل الاديان هو الارتقاء بالفضائل الاخلاقية، وقد جاء الدين ليعيد القيم الحياتية مرة اخرى، وليس بمعنى العنف وحمل السيف، فان العنف والسيف من نظر الاسلام امر مرفوض ومدان بكل اشكاله، فقد جاء الدين من اجل حقن دم الابرياء، وان كل انواع سوء الاستفادة واستغلال معتقدات الناس امر مرفوض من قبل الدين، متمنيا ان تحترم كل الاديان حقوق الانسان والتعايش جنبا الى جنب بسلام.

تصاویر
  • عقد ندوة علمية تحت عنوان "الدين والتدين في ايران" بمكتبة آية الله البروجردي
جميع الحقوق محفوظة لمكتب آية الله علوي البروجردي.2024
دی ان ان