درس خارج اصول/ اصول عمليه/ التنبيه الثالث: قاعدة التسامح في أدلة السنن/ جلسه صد و نوزده
صوت درس:
بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه صد و نوزده
الوجه الثالث:
ما افاده الشيخ (قدس سره) في الرسائل من ان مدلول اخبار من بلغ ترتب الثواب علي الفعل بعنوان الانقياد.
وحاصل ما افاده (قدس سره) ان الفاء في قوله «فعمله» للتفريع والسببيّة، والمراد ان من بلغه ثواب علي عمل فعمله متفرعاً علي بلوغ الثواب، اي بداعي الثواب المذكور اوتيه، ومن الواضح ان الثواب ليس ثانياً علي العمل حسب الفرض، وأن بلوغ الثواب لا يوجب ثبوته، وانما المكلف انما يأتي بالعمل برجاء الثواب المذكور، اي بداعي احتمال مطلوبية العمل ومحبوبيته، كما هو الحال في الاحتياط، فإن معناه الاتيان بالفعل باحتمال كونه مطلوباً ومحبوباً ومأموراً به في فرض عدم احراز مطلوبيته، او كونه مأموراً به، فهو انقياد من العبد بالنسبة الي المولي.
وفي المقام ان مفاد اخبار من بلغ ترتب الثواب لمن اتي بالفعل باحتمال محبوبيته عند المولي وبرجاء ترتب الثواب.
كما يؤيده: ما ورد في بعض هذه الاخبار بقوله: «ففعله التماس ذلك الثواب»، كما في خبر محمد بن مروان عن ابي جعفر.
او قوله: ففعل ذلك طلب قول النبي (صلي الله عليه وآله) بعد قوله (عليه السلام): «من بلغه عن النبي (صلي الله عليه وآله) شيء من الثواب». في رواية اخري لمحمد بن مروان المذكور.
وكذا ما عن طريق العامة عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «من بلغه من الله فضيلة فأخذ بها وعمل بها ايماناً بالله ورجاء ثوابه اعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك».
فهي كإخبار الاحتياط ارشاد الي حكم العقل باستحقاق هذا العامل المدح والثواب؛ لأنه اتيان بالفعل باحتمال الفرض والأمر، فكان نظير قوله تعالي: «ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري». الا ان هذا وعد علي الاطاعة الحقيقية، وما نحن فيه وعد علي الاطاعة الحكمية، لأنه اتي بالفعل الذي يعد معه العبد في حكم المطيع، فالغرض منها تأييد حكم العقل والترغيب في تحصيل ما وعد الله عبادة المنقادين المعدودين بمنزلة المطعيين.
وكذا ان الأوامر فيها نظير قوله تعالي: «من جاء بالحسنة فله عشر امثالها»، فإنه ملزوم لأمر ارشادي يستقل به العقل بتحصيل ذلك الثواب المضاعف.