بسم اله الرحمن الرحيم
جلسه صد و چهار
قال السيد الاستاذ في بيانه:
وناقشه المحقق الاصفهاني (قدس سره) بأن التفريع علي قسمين:
« أحدهما: تفريع المعلول على علته الغائية، ومعناه هنا انبعاث العمل عن الثواب المحتمل.
والآخر: التفريع بمعنى ترتيب أحدهما على الاخر، بلا أن يكون المرتب عليه علة غائبة للمرتب نظير قول القائل: " سمع الأذان فبادر إلى المسجد "، فان الداعي للمبادرة هو تحصيل فضيلة المبادرة لاسماع الأذان.
وما نحن فيه قابل للحمل على ذلك بلحاظ ترتب العمل على بلوغ الثواب لتقوم العمل المترتب عليه الثواب ببلوغ الثواب.
وعليه، فمجرد كون الفاء للتفريع لا يعين القسم الأول، فلا وجه لاستظهار أخذ داعوية الثواب في موضوع ترتب الثواب.»
هذا ما افاده السيد الاستاذ تلخيصاً لكلام المحقق الاصفهاني.
وأورد عليه:
بـ « ان ما أفاده من تقسيم التفريع إلى قسمين متين، لكن الذي يظهر من مثل هذا التعبير هو كون الاندفاع نحو العمل لاجل تحصيل الثواب، فالظاهر من التفريع ههنا هو القسم الأول منهما. والمثال المذكور لا يصلح نقضا لعدم تصور داعوية سماع الأذان للمبادرة، إذ الداعي ما يكون بوجوده العيني مترتبا على العمل، وبوجوده الذهني سابقا عليه، وسماع الأذان لا يترتب خارجا على المبادرة.»
ثم ان المحقق الاصفهاني (قدس سره) بعد ما رد مدعي الشيخ (قدس سره) في المقام، افاد في مقام تقريب مدعي صاحب الكفاية من ترتب الثواب علي ذات العمل فيدل علي استحبابه بتلخيص من السيد الاستاذ:
« ان الظاهر من الثواب البالغ هو الثواب على العمل بذاته لا بداعي الثواب المحتمل، لان مضمون الخبر الضعيف هو ذلك، كمضمون الخبر الصحيح، وهذا الطور لا ريب فيه.
كما أن الظاهر من أخبار من بلغ هو كونها في مقام تقرير ذلك الثواب البالغ وتثبيته، ومقتضى ذلك ثبوته لنفس العمل، لأنه هو الذي بلغ الثواب عليه، فلو ثبت الثواب - باخبار من بلغ - لغير ذات العمل لزم أن يكون ثوابا آخر لموضوع آخر، وهو ينافي ظهور الاخبار في اثبات نفس ذلك الثواب البالغ المفروض كون موضوعه هو ذات العمل.
ولا ينافي هذا الظهور ظهور الفاء في التفريع الظاهر في داعوية الثواب للعمل.
ببيان: ان الداعي إلى العمل يمتنع أن يصير من وجوه وعناوين ما يدعو إليه، بحيث يتعنون العمل المدعو إليه بعنوان من قبل نفس الداعي، إذ الفرض ان العنوان ينشأ من دعوة الشئ، فيمتنع أن يكون مقوما لمتعلق الدعوة وللمدعو إليه كما هو واضح جدا.
وعليه، فما يدعو إليه الثواب هو ذات العمل، ويستحيل أن يكون هو العمل الخاص المتخصص بخصوصية ناشئة من قبل دعوة الثواب، كخصوصية كونه انقيادا أو احتياطا، فما يدعو إليه الثواب ليس هو الانقياد، وانما الانقياد يتحقق باتيان ذات العمل بداعي احتمال الامر، فهو متأخر عن دعوة احتمال الامر فيمتنع أن يؤخذ في متعلق دعوته.
وعليه، فالثواب المترتب إنما رتب على ما دعى إليه احتمال الامر، وهو ذات العمل لا العمل المقيد بالاحتمال ولا ما يتعنون بعنوان الانقياد.
فالالتزام بظهور الفاء في اتيان العمل بداعي احتمال الثواب. لا ينافي ظهور النصوص في ترتب الثواب على ذات العمل المدعو إليه، بعد أن لم تكن الدعوة موجبة لتغير عنوان المدعو إليه من قبل نفس دعوة احتمال الامر.»[1]
[1]. الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم، منتقى الأصول تقرير البحث السيد محمد الروحاني، ج4، ص520-522.