بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه نود و شش
اما القول الثاني: وهو عدم العبرة بالراحلة
فاستدل به على ما في الجواهر باخبار
منها:
محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل عليه دين، أعليه أن يحج؟
قال: نعم، إن حجة الاسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين، ولقد كان من حج مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مشاة، ولقد مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكراع الغميم فشكوا إليه الجهد والعناء.
فقال: شدوا أزركم واستبطنوا، ففعلوا ذلك فذهب عنهم.[1]
ورواه الصدوق باسناده عن معاوية بن عمار
اما جهةالدلالة فيها:
فان الرواية ظاهرة في وجوب الحج على المكلف عند تمكنه من ادائه ولو بالمشي. واستدل فيها بفعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامره لهم بالصبر والتحمل.
اما جهة السند فيها:
رواه الشيخ باسناده عن الحسين بن سعيد، واسناده اليه صحيح في المشيخة.
واما الحسين بن سعيد الاهوازي، وثقه الشيخ في الرجال والفهرست، و كذا العلامة وهو من الطبقة السادسة.
وهو رواه عن فضالة بن ايوب، وهو فضالةبن ايوب الازدي، وثقه الشيخ في الرجال. وقال العلامة فيه: ثقة في حديثه.
ووثقه النجاشي حسب نقل الشيخ الحر العاملي في خاتمة الوسائل. وان كان الظاهر انه سقط ذكره عن النسخة المطبوعة بايدينا. وهو من الطبقة السادسة.
وهو رواه عن معاوية بن عمار، وهو معاوية بن عمار بن ابي معاوية خباب. قال النجاشي: « كان وجها في أصحابنا ومقدما، كبير الشأن، عظيم المحل، ثقة، وكان أبوه عمار ثقة في العامة وجها، يكنى أبا معاوية».[2] وكذا العلامة: وهو من الطبقة الخامسة.
فالرواية صحيحة بطريق الشيخ. وهي صحيحة بطريق الصدوق ايضاً لصحة اسناده الى معاوية بن عمار في مشيخة الفقيه.
ومنها:
ما رواه الشيخ باسناه عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)؟
قال: يخرج ويمشي إن لم يكن عنده.
قلت: لا يقدر على المشي؟
قال: يمشي ويركب.
قلت: لا يقدر على ذلك، أعنى المشي؟
قال: يخدم القوم ويخرج معهم.
ورواه الشيخ ايضا بإسناده عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم مثله.
ورواه الصدوق بإسناده عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير. والذي قبله بإسناده عن معاوية بن عمار.قال صاحب الوسائل بعد ذكر هذا الخبر وما قبله: وقد حمل الشيخ الحديثين على الاستحباب المؤكد، وهو خلاف الظاهر والاحتياط مع صدق الاستطاعة وعدم المعارض الصريح، واحتمال ما تضمن اشتراط الزاد والراحلة لان يكون مخصوصا بمن يتوقف استطاعته عليهما كما هو الغالب.[3]
اما جهة الدلالة فيها:
فان ظاهرها، بل صريحاً تفسير الاستطاعة بالتمكن من الخروج الى الحج وادائه ولو بالمشي والخروج مع غيره الى الحج بخدمتهم.
اما جهة السند فيها:
رواه الشيخ باسناده عن الحسين بن سعيد الاهوازي، وقد مر توثيقه، وانه من الطبقة السادسة.
وهو رواه عن القاسم بن محمد، وهو القاسم بن محمد الجواهري. نقل الكشي عن نصر بن الصباح: قالوا: كان واقفياً وهو ظاهر في رجوعه عن الوقف.
وقال العلامة في الخلاصة: من اصحاب الكاظم واقفي. له كتاب روى عن علي بن ابي حمزة البطائني. وروي عنه الحسين بن سعيد. لا تنصيص على وثاقته، الا انه روى عنه ابن ابي عمير في موارد، وصفوان بن يحيى فيشمله التوثيق العام من الشيخ في العدّة. وهو من الطبقة السادسة.
ورواه عن علي، والمراد علي بن ابي حمزة البطائني. وهو من رواة ابي الحسن موسى بن جعفر وابي عبدالله (عليهما السلام) قال النجاشي: وهو احد عمد الواقفة.[4]
والرجل وان ذكر اعلام الرجال ما يدل على فساد مذهبه وانه متهم ملعون، الا انه قد روى عنه عمدة اعلام الطائفه منهم ابن ابي عمير، صفوان بن يحيي، احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي وجملة من اصحاب الاجماع. وهو يكفي في وثاقته في الحديث بمقتضى التوثيق العام من الشيخ في العدة. ويحمل ما ورد في طعنه وضعفه على فساده في العقيدة. وهو من الطبقة الخامسة.
وهو رواه عن ابي بصير، وعنوان ابي بصير المذكور في روايات كثيرة عن ابي جعفر وابي عبدالله (عليهما السلام) يطلق عند اطلاقه على يحيى بن القاسم ابي محمد المعروف بابي بصير الاسدي. قال النجاشي فيه: «ثقة وجيه». وقال العلامة: ارى العمل برواياته وفيه شبهة الوقف والاختلاط حسب ما نقله الكشي. وورد اخبار في مدحه عن ابي عبدالله.
وقال الكشي: اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من اصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) وانقادوا لهم بالفقه، فقال: أفقه الاولين ستة زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد بن معاوية وابو بصير الاسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم، وقال بعضهم مكان ابو بصير الاسدي ابو بصير المرادي وهو ليث البختري.
وروى الكشي عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام) ربما احتجنا ان نسأل عن الشئ قال عليك بالاسدي يعني ابا بصير. وهو من الطبقة الرابعة.
والرواية موثقة حسب نقل الشيخ بطريقيه. لان اسناده الى احمد بن محمد صحيح ايضاً.
واما على اسناد الصدوق، حيث انه رواه ايضاً باسناده عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير، فانه صحيح ايضاً، لان اسناده وان يشتمل على محمد بن علي ماجيلويه القمي من جهة انه لا تنصيص على وثاقته، الا ان العلامة (قدس سره) صحح طريق الصدوق الى اسماعيل بن رباح وكذا غيره من الطرق المشتملة عليه. وعليه فالرواية موثقة على طريق الصدوق ايضاً.
[1]. وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، الباب 11 من أبواب وجوب الحج، ص43، الحديث 14195/1.
[2]. النجاشي، رجال النجاشي، ص411، الرقم1096.
[3]. وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، الباب 11 من أبواب وجوب الحج، ص43-44، الحديث 14196/2.
[4]. النجاشي، رجال النجاشي، ص249، الرقم656.