بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه صد و هشت
ومنها:
ما رواه الشيخ باسناده عن سعد بن عبدالله عن ابي جعفر عن الحسن بن علي الوشاء عن احمد بن عائذ عن ابي سلمة سالم بن مكرم وهو ابو خديجة عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال:
قال رجل وأنا حاضر: حلل لي الفروج ؟ ففزع أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقال له رجل: ليس يسألك أن يعترض الطريق إنما يسألك خادما يشتريها أو امرأة يتزوجها أو ميراثا يصيبه أو تجارة أو شيئا أعطيه، فقال: هذا لشيعتنا حلال الشاهد منهم والغائب والميت منهم والحي وما يولد منهم إلى يوم القيامة فهو لهم حلال، أما والله لا يحل إلا لمن أحللنا له، ولا والله ما أعطينا أحدا ذمة وما عندنا لأحد عهد ولا لاحد عندنا ميثاق.[1]
اما جهة السند فيها:
فرواها الشيخ باسناده عن سعد بن عبدالله وقد مر انه صحيح، ومر الكلام في وثاقة سعد.
وهو رواها عن ابي جعفر ومر انه هو احمد بن محمد عيسى الثقة. وهو من الطبقة السابعة.
وهو رواها عن الحسن بن علي الوشاء وهو الحسن بن علي بن زياد الوشاء ابو محمد الصيرفي. قال النجاشي فيه: «وكان من وجوه هذه الطائفة»[2] ويفهم توثيقه ايضاً من العلامة (قدس سره) كما افاده المحقق المامقاني في رجاله ووثقه المجلسي ايضاً، وهو من الطبقة السادسة.
وهو رواها عن احمد بن عائذ ابو حبيب الاحمسي البجلي، وثقه النجاشي و العلامة وهو من اصحاب ابي عبدالله الصادق (عليه السلام)، وهو من الطبقة الخامسة.
وهو رواها عن ابي سلمة سالم بن مكرم وهو ابو خديجة ـ كما في السند ـ قال النجاشي: «سالم بن مكرم، ابو خديجة ويقال ابو سلمة كنيته كانت أبا خديجة و أن أبا عبد الله عليه السلام كناه أبا سلمة، ثقة ثقة»[3]. ونقل الكشي عن علي بن الحسن انه صالح.
الا ان الشيخ (قدس سره) وثقه في موضع و ضعفه في آخر.
وقال العلامة في الخلاصة:«قال الشيخ الطوسي انه ضعيف جداً، وقال في موضع آخر انه ثقة، والوجه التوقف فيما يرويه لتعارض الاقوال فيه.»[4]
وقال السيد الخوئي (قدس سره) في المقام:
« كما أنها ـ الرواية هذه ـ صحيحة السند على الأظهر، فإن سالم بن مكرم المكنى بأبي خديجة تارة وبأبي سلمة أخرى كناه بها الصادق عليه السلام على ما رواه الكشي، ثقة جدا على ما نص عليه النجاشي بقوله: ثقة ثقة أي ليست فيه أية شبهة .
ولكن الشيخ الطوسي قدس سره ضعفه بعد أن عنونه بقوله: «سالم بن مكرم يكنى أبا خديجة ومكرم يكنى أبا سلمة» فجعل أبا سلمة كنية لأبيه لا لنفسه، بل صرح في الفهرست في آخر الترجمة بقوله: " . عن سالم بن أبي سلمة وهو أبو خديجة " . ولكن هذا سهو منه جزما، فإن سالم بن مكرم هو سالم أبو سلمة على ما صرح به النجاشي والبرقي وابن قولويه في غير مورد، وقد سمعت عن الكشي عن العياشي عن ابن فضال أن الصادق عليه السلام كناه بأبي سلمة بعد أن كان يكنى بأبي خديجة، فهو سالم أبو سلمة لا ابن أبي سلمة .
والذي هو محكوم بالضعف هو سالم بن أبي سلمة الكندي السجستاني الذي وصفه النجاشي بقوله: " حديثه ليس بالنقي وإن كان لا نعرف منه إلا خيرا له كتاب " .
وهذا شخص آخر غير ابن مكرم، ولم يتعرض له الشيخ لا في الفهرست مع أن له كتابا، ولا في رجاله، فيعلم من ذلك أن الشيخ تخيل إنهما شخص واحد وإن سالم بن مكرم هو سالم بن أبي سلمة، وليس كذلك قطعا حسبما عرفت.»[5]
ومع عدم تمامية تضعيف الشيخ فيه بقي توثيق النجاشي بلا معارض ومعه لا وجه لتوقف العلامة بعد عدم تمامية التعارض بين الاقوال فيه، فالرواية صحيحة.
[1] . وسائل الشيعة(آل البيت)، ج9، الباب4 من ابواب الانفال، ص544، الحديث12678/4.
[2] . النجاشي، رجال النجاشي، ص39، الرقم80.
[3] . النجاشي، رجال النجاشي، ص188، الرقم501.
[4] . العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، ص227.
[5] . السيد الخوئي، كتاب الخمس، ص346-347.