بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه پنجاه و سه
وقال فيه الشيخ الحر العاملي:
كان عالماً ثقة محدثاً محققاً عارفاً بالرجال والاخبار اديباً شاعراً جامعاً للمحاسن له كتب.
وهو رواه عن جده شهر آشوب.
قال فيه الشيخ الحر: انه فاضل محدث روى عنه ابنه وابن ابنه محمد بن علي كما ذكره في مناقبه.
والنسخة التي تجري على ذكر هذا الطريق – هذه الطرق - هي التي وصلت الى يد المجلسين والشيخ الحر العاملي وتتضمن 48 حديثاً.
وكانت متداولة من حدود سنة 460 في النجف وكربلاء والحلة اي البلدان التي كانت تعد المجمع العلمي الشيعي انذاك. ثم تكثرت نسخته في البلاد الى زمان طبعه.
ولهذه النسخة نسخ متعددة.
ومنها ما كان موجوداً عند المجلسي الاول ونص عليها على ما نقله العلامة المامقاني: هذا الاصل عندي ومتنه دليل صحته.
وقال في روضة المتقين: فان الموجود في نسختنا ... ان متن كتابه دال على صحته.
وبما ان وفاة الشيخ كانت في سنة 465 وان الطريق اليه.
حسب النسخة المتضمنة لهذه الطرق من سنة 565 او 567 او 560 حسب اختلاف الطرق الى الشيخ (قدس سره).
ولهذه النسخة نسخ متعددة.
ومنها ما كان موجوداً عند المجلسي الاول ونص عليها على ما نقله العلامة المامقاني: هذا الاصل عندي ومتنه دليل صحته.
وقال في روضة المتقين: فان الموجود في نسختنا ... ان متن كتابه دال على صحته.
وبما ان وفاة الشيخ كانت في سنة 465 وان الطريق اليه.
حسب النسخة المتضمنة لهذه الطرق من سنة 565 او 567 او 560 حسب اختلاف الطرق الى الشيخ (قدس سره) فيكون من اقرب النسخ الى عصر الشيخ الذي هو صاحب الطرق المذكورة فيها.
وليعلم ان الطريق الذي اختصت به النسخة المذكورة للشيخ وان كان غير مذكور في كتب الشيخ الا انه قريب الى ماله الطرق الى الرجال الواقعين في انتهاء السند كابن ابي عمير، وعمر بن اذينة واحمد بن محمد بن عيسى وغيره من جهة اشتركها معه في كثير من الوسائط.
ولكن الاشكال على حاله لجهلنا براوي الطرق الاربعة الى الشيخ (قدس سره).
ويمكن ان يقال:
ان عدم ذكر راوي الطرق، والمخبر بها لا يختص بهذه النسخة.
بل في نسخة اخرى موجودة:
حدثني أبو طالب محمد بن صبيح بن رجاء بدمشق سنة 334، قال: أخبرني أبو عمرو عصمة بن أبي عصمة البخاري، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن المنذر بن أحمد الصنعاني بصنعاء - شيخ صالح مأمون، جار إسحاق بن إبراهيم الدبري - قال: حدثنا أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني الحميري، قال: حدثنا أبو عروة معمر بن راشد البصري، قال: دعاني أبان بن أبي عياش قبل موته بشهر فقال: ( إني رأيت الليلة . . . ).
ثم قال في آخره: ( قال عمر بن أذينة: ثم دفع إلي أبان كتاب سليم بن قيس ). وظاهره انه سقط اسم عمر بن اذينة من قلم الناسخ في اول الحكاية. والصحيح ابو عروة معمر بن راشد البصري عن او اخبرنا عمر بن اذينة كما احتمله الشيخ آقا بزرگ الطهراني في الذريعة.
هذا وينبغي التنبيه على امور:
1 - افاد المحدث النوري (قدس سره): كتابه – كتاب سليم بن قيس من الاصول المعروفة وللاصحاب اليه طرق كثيرة.
وقال في موضع اخر: انه كتاب مشهور معروف نقل عنه اجلة المحدثين.
وقد مر من تنقيح المقال:
« بل يظهر من الكافي، و الخصال، و الفهرست. . و غيرها كثرة الطرق إليه، كما نبّه عليه المولى الوحيد رحمه اللّه.
و قال-أيضا : -إنّ في الكافي و الخصال أسناد متعدّدة صحيحة و معتبرة، و الظاهر منهما أنّ روايتهما عن سليم من كتابه، و إسنادهما إليه إلى ما رواه فيه، و هو الراجح، مضافا إلى أنّ روايتهما عنه في حديث واحد تارة: عن ابن اذينة، عن أبان، عنه. و تارة: عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبان، عنه . و الظاهر من روايتهما صحّة نسخة كتابه الذي كان عندهما، كما يظهر من الكشي، و النجاشي، و الفهرست أيضا»[1]
وظاهر هذه الكلمات ان الطرق الى كتاب سليم لا ينحصر بما افاده الشيخ في الفهرست والنجاشي في رجاله، بل ان الاسناد المتعددة في الكافي وكتب الصدوق والشيخ، وغيرهم من ارباب الكتب، الى سليم بن قيس فيما يروون فيها، طريق منهم الى كتاب سليم بن قيس، وهذه الاسناد تتجاوز عن الخمسين. فكل سند في كل رواية عن سليم طريق الى كتابه. ويؤيد هذا النظر:
ان جل هذه الاسناد ينتهي الى ابان بن ابي عياش.
وهو ان روي عن جماعة كثيرة مثل الحسن البصري وجعفر بن اياس وانس بن مالك وابوالطفيل عامر بن واثلة الكناني وعلقمة بن قيس و سعيد بن جبير والحكم بن الحيان المحاربي وغيرهم مما يبلغ اكثر من خمسة عشر اشخاص، الا ان نقله عن سليم بن قيس الهلالي ينحصر بما اودعه في كتابه. وليس له نقل خارج عن الكتاب عنه.
ولازم ذلك ان كل ما ينقل عن عمر بن اذينة او حماد بن عيسى او ابراهيم بن عمر اليماني عن ابان، يكون نقلاً عن كتاب سليم، وطريقاً اليه لا محالة.
واما ما افاده السيد الخوئي (قدس سره):
« ودعوى أن ما في الكافي رواية عن كتاب سليم أيضا دعوى بلا بينة وتخرص على الغيب، بل الظاهر أن لسليم أحاديث من غير كتابه، والشاهد على ذلك: ما قدمناه عن ابن شهرآشوب من أنه صاحب الأحاديث، له كتاب، ويشهد له أيضا: أن النعماني بعد ما روى عدة روايات عن كتاب سليم، روى رواية عن محمد بن يعقوب باسناده عن سليم، وقد تقدمت الروايات ويظهر من ذلك: أن رواية محمد ابن يعقوب لم تكن موجودة في كتاب سليم .»[2]
فيمكن ان ينظر فيه:
بانه يمكن ان يكون هناك احاديث عن سليم غير ما دونه في كتابه، الا ان الاحاديث المروية عنه من طريق ابان بن ابي عياش يشكل القول بانه غير ما دونه فيه، لان ابان لم ينقل الا عن سليم من طريق كتابه غالباً.
نعم، من الممكن ان ابان في الوقت الذي كان سليم في داره سمع منه ما لا يكون موجوداً في كتابه،. ولكنه لا يمكن حمله على الغالب.
وليس فيما نقله عن ابن شهر آشوب اكثر من ذلك، مضافاً الى انه لا شبهة في سماع غير ابان عنه قبل اختفائه.
وعليه يحمل نقل النعماني عن الكافي دون كتاب ابان في مورد خاص وليست الا رواية واحدة.
مع ان مع الممكن اسقاط بعض الروايات عن الكتاب من ناحية الكاتب سهواً.
وعليه فما افاده المولى الوحيد البهبهاني، وكذا صاحب المستدرك لا يخلو عن وجه، بل ان له وجه وجيه.
2 - ان اشتهار كتاب سليم بين الاصحاب ورواة الحديث لا يختص بعصر دون عصر.
فانه قد تداول الكتب بين يدي اشخاص نظير عمر بن اذينة و ابراهيم بن عمر اليماني ومعمر بن راشد البصري في القرن الثاني. بعد انتقال الكتاب الى ابان بن ابي عياش في القرن الاول.
وقد تكثر نقله – اي نقل الكتاب – بين اعاظم الرواة نظير حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى وعبدالرزاق بن همام وابن ابي عمير ويعقوب بن يزيد واحمد بن محمد بن عيسى، وابراهيم بن هشام ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب وعبدالله بن جعفر الحميري وسعد بن عبدالله الاشعري في القرن الثالث.
وشاع نقله ايضاً على يد اعلام من الرواة واجلاء من الثقاة كعلي بن ابراهيم والكليني ووالد الصدوق، ومحمد بن همام بن سهيل وابن عقدة وماجيلويه واحمد بن محمد بن الواليد، ومحمد بن يحيى العطار والصدوق وابن النديم والمسعودي وهارون التلعكبري، في القرن الرابع، وابوطالب محمد بن صبيح بن رجاء الذي استنسخ على نسخته نسخاً كثيرة باقية الى اليوم.
كما انه صار الكتاب مشهوراً غاية الاشتهار بروايته من مثل النعماني وابن الغضائري وابن ابي جيد والشيخ الطوسي والنجاشي والمفيد، وقد صرح بهذا الاشتهار مثل المفيد والنعماني. في القرن الخامس.
وشاع نقل الكتاب ونشر احاديثه على يد اعلام من علماء الطائفة وفقهائهم.
مثل ابي علي ابن الشيخ الطوسي. ابن شهريار الخازن، شهرآشوب جد صاحب المناقب ابوالحسن العريضي، محمد بن هارون بن الكال، ابو عبدالله المقدادي، الحسن بن هبة الله السوراوي، هبةالله بن نما، محمد بن علي بن شهرآشوب، واستنسخ على نسخ هذه الاعاظم نسخاً كثيرة التي تداولت حتى اليوم. في القرن السادس
وممن شهد باشتهار الكتاب في هذا القرن ابن ابي الحديد المعتزلي.
كما انه انتشرت نسخ هذا الكتاب واحتفظ بها في القرن السابع. وممن اشار اليها من رجال هذا القرن ابو منصور الطبرسي صاحب الاحتجاج، السيد احمد بن طاووس، شاذان بن جبرائيل صاحب الفضائل. محمد بن الحسين الرازي صاحب نزهة الكرام.
وقد بقيت من المأئة السابقة نسخة قيمة وصلت الى يد العلامة المجلسي وكان تاريخ نقلها 609 وتكثرت ما استنسخ منها بعد هذا الزمان
وكذلك الامر في اشتهار الكتاب والاهتمام به بعد هذا الزمان
فكانت نسخ من الكتاب عند العلامة الحلي والديلمي صاحب ارشاد القلوب والحافظ رجب البرسي. في القرن الثامن.
وعنه مثل العلامة البياضي صاحب الصراط المستقيم، والحسين بن سليمان الحلي صاحب مختصر البصائر في القرن التاسع.
كما كانت نسخ الكتاب واصلة الى اعلام القرن العاشر كالشهيد الثاني والعلامة القطيفي صاحب الفرقة الناجية، والحموئي الخراساني صاحب منهاج الصالحين.
والى اعلام القرن الحادي عشر مثل المجلسي الاول والفاضل التفريشي والميرزا الاسترآبادي واعاظم القرن الثاني عشر كالشيخ الحر العاملي والسيد البحراني والمجلسي الثاني.
والوحيد البهبهاني والفاضل الهندي. والمير محمد اشرف.
واعاظم القرن الثالث عشر كالشيخ ابي علي الحائري والشيخ عبدالله البحراني والسيد مهدي القزويني صاحب الصوارم الماضية.
والى اعلامنا المعاصرين مثل مير حامد حسين والسيد الخوانساري صاحب الروضات والمحدث النوري صاحب المستدرك والمحدث القمي والعلامة المامقاني والعلامة الطهراني والعلامة الاميني ...
واشتهار كتاب الى هذا الحد بين اعلام الرواة وبعدهم اعاظم الفقهاء وارباب الجوامع والكتب الرجالية، مما يستدعي نقل الاعاظم عنه وحيث شاع بينهم نقل الاخبار والكتب بعد تحصيل الطريق اليه. فلا يبعد جداً تمامية ما افاده الوحيد البهبهاني من كثرة الطرق اليه على ما مر.
كما يثبت به اشتهار الكتاب والتحفظ على نسخه الى عصرنا مما يدفع به ما مر مِن الشبهة في ثبوته، او ضعف الطريق اليه.
1. عبدالله مامقاني، تنقیح المقال فی علم الرجال، ج ٣٢، ص 431-432.
2. السيد الخوئي، معجم رجال الحديث، ج9، ص236.