بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه پنجاه ويك
ومنه يظهر امكان الاستدلال بالآيات الشريفات: قوله تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون).[1]
وقد أيد المعنى فيها ما ورد عن الكافي وتفسير العياشي وتوحيد الصدوق في تفسيرها:
حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه. اي حتى يعرفهم اغراضه ويبينهم تكاليفه.
وكذا قوله تعالى: ... ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة.[2]
وكذا ما نقل الشيخ (قدس سره) الاستدلال بقوله تعالى:
قُلْ لا أَجِدُ في ما أُوحِيَ إِلَيّ مُحَرّمًا عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا[3].
وقوله تعالى: وَ ما لَكُمْ أَلاّ تَأْكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَ قَدْ فَصّلَ لَكُمْ ما حَرّمَ عَلَيْكُمْ[4].
لرجوع كلها الى قبح العقاب بلا بيان، ولا يدفع الاستدلال بها الاشكال العام من الشيخ بأن الاخباري يدعي قيام الدليل والبيان على لزوم رعاية التكليف المحتمل. لما مر في مقام الجواب عنه تفصيلاً.
هذا تمام الكلام في مقام الاستدلال بالآيات.
قال في الكفاية: «واأما السنة فبروايات: منها: حديث الرفع...»[5]
وهو ما رواه محمد بن علي بن الحسين في (التوحيد) و (الخصال) عن احمد بن محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن امتي تسعة اشياء: الخطأ والنسيان، وما اكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطرّوا اليه، والحسد، والطيرة والتفكير في الوسوسة في الخلوة (وفي نسخة الخلق) وما لم ينطقوا بشفة.[6]
وأورده عن الفقيه: في الحديث 2 من الباب 37 من ابواب قواطع الصلاة، وفي الحديث 2 من الباب 30 من ابواب الخلل.
وعبر عنه الشيخ (قدس سره) بالصحيحة حيث افاد في اول البحث: «وأما السنة: فيذكر منها في المقام اخبار كثيرة:
منها: المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسند صحيح في الخصال كما عن التوحيد».[7]
ولا بأس بالبحث في سند الحديث قبل الورود في البحث عن دلالتها.
فرواه الصدوق (رضوان الله عليه) عن احمد بن محمد بن يحيى وهو احمد بن محمد بن يحيى العطار القمي، وهو من مشايخ الصدوق ومن شيوخ الاجازة، روى عنه الحسين بن عبيد الله الغضائري وأبو الحسين بن ابي جيد القمي. لا تنصيص على وثاقته في كتب الرجال.الا ان العلامة (قدس سره) في الفائدة الثامنة من الخلاصة صحح طريق الصدوق الى عبد الرحمن بن الحجاج، وكذا طريقه الى عبد الله بن ابي يعفور، وفيها احمد بن محمد بن يحيى. ووثقه الشهيد الثاني في الدراية، والشيخ البهائي. وأصر السيد الخوئي (قدس سره) على عدم ثبوت توثيقه، وأفاد ان الرجل مجهول، كما صرح به جمع منهم صاحب المدارك. وأن ابا العباس احمد بن علي بن نوح السيرافي قد كتب الى النجاشي في تعريف طرقه الى كتب الحسين بن سعيد الاهوازي:
فأما ما عليه اصحابنا والمعول عليه ... ومن جملة الطرق المذكورة: واخبرنا ابو علي احمد بن محمد بن يحيى العطار القمي قال: حدثنا ابي وعبد الله بن جعفر الحميري، وسعد بن عبد الله جميعاً عن احمد بن محمد بن عيسى.[8]وابن نوح هو من اعلام المعتمدين فيالرجال عند النجاشي والشيخ (قدس سرهما).
والظاهر انه من الطبقة التاسعة. لأن اباه محمد بن يحيى الذي يروي عنه كثيراً، وسعد بن عبد الله بن ابي خلف الاشعري القمي، الذي يروي عنه ايضاً من الطبقة الثامنة، وأن عبد الله بن جعفر الحميري الذي روى عنه ايضاً من كبار الثامنة.
[1] . سورة التوبة، الآية 15.
[2] . سورة الانفال، الآية 42.
[3] . سورة الانعام، الآية 145.
[4] . سورة الانعام، الآية119.
[5] . الآخوند الخراساني، كفاية الاصول، ص339.
[6] . الشيخ الصدوق، التوحيد، ص353، الحديث24؛ و الخصال، ص417 ، باب التسعة ، الحديث 9.
[7] . الشيخ الانصاري، فرائد الاصول،ج2، ص27-28.
[8] . النجاشي، رجال النجاشي، ص59.