بسم الله الرحمن الرحيم
جلسه سي و هشت
اما رواية ابي الربيع:
فهي ما رواه محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن ابي الربيع الشامي قال:
سئل أبو عبدالله (عليه السلام) عن قوله الله (عزّوجل) عن قول الله عز وجل: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) فقال ما يقول الناس ؟
قال: فقلت له: الزاد والراحلة، قال: فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ): قد سئل أبو جعفر ( عليه السلام ) عن هذا ؟ فقال: هلك الناس إذا، لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغني به عن الناس ينطلق إليهم فيسلبهم إياه لقد هلكوا إذا، فقيل له: فما السبيل ؟ قال: فقال: السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقى بعضا لقوت عياله، أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلا على من من يملك مائتي درهم.
ورواه الشيخ بأسناده عن محمد بن يعقوب.
ورواه الصدوق بأسناده عن ابي الربيع الشامي.
ورواه في العلل عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبدالله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب مثله.
ورواه المفيد في المقنعة عن ابي الربيع مثله الا انه زاد بعد قوله: ويستغني به عن الناس: يجب عليه أن يحج بذلك ثم يرجع فيسأل الناس بكفه ؟ لقد هلك إذا، ثم ذكر تمام الحديث، وقال فيه: يقوت به نفسه وعياله.[1]
وجهة الدلالة فيها: تبيين السبيل في كلامه (عليه السلام) بالسعة في المال وتوضيحها بان يكون عنده ما يحج ببعض ويبقي بعضاً لقوت عياله وفي زيادة نقل المفيد ويستغني به عن الناس القابلة للشمول في مورد الدين حيث ان المديون إذا الم يكن عنده ما يفي بأداء دينه ليس مستغنياً عنهم.
اما جهة السند:
فرواه الكليني(قدس سره) عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد والعدة المذكورة اذا كانت روايتهم عن احمد بن محمد بن عيسى فبينهم ثقاة كعلي بن ابراهيم واحمد بن ادريس الاشعري وان كان عن احمد بن محمد بن خالد البرقي فبينهم ثقاة كعلي بن ابراهيم القمي والاظهر ان احمد بن محمد هنا هو احمد بن محمد عيسى لأنه من عمدة رواة الحسن بن محبوب وان يحتمل كونه احمد بن محمد بن خالد لنقله ايضاً عن ابن محبوب الا ان العدة الراوية عنهما بينهم ثقاة. وتندرج في الطبقة الثامنة.
واما احمد بن محمد بن عيسى ابن عبدالله سعد الاشعري، وثقه الشيخ في الرجال وكذا العلامة. وهو من الطبقة السابعة.
ومع احتمال كونه ابن خالد البرقي فهو ايضاً من اعلام الثقات وثقه النجاشي و الشيخ في الفهرست وكذا العلامة. وهو ايضاً من الطبقة السابعة.
وهو رواه عن ابن محبوب والمراد الحسن بن محبوب السراد او الزراد وثقه الشيخ (قدس سره) في كتابيه، ووثقه ابن ادريس في السرائر، وكذا العلامة. وهو من اصحاب اجماع الكشي وممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه. ومن اصحاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام) ومن الطبقة السادسة.
وهو رواه عن خالد بن جرير ابن عبدالله البجلي من رواة الصادق (عليه السلام) له كتاب روى عنه الحسن بن محبوب على ما افاده النجاشي.
قال الكشي محمد بن مسعود قال: سالت علي بن الحسن عن خالد بن جرير الذي روي عنه الحسن بن محبوب فقال: كان من بجيلة وكان صالحاً. وروى ايضاً ببعض ما يدل على مدحه.[2]
اما ما نقله عن محمد بن مسعود العياشي الذي قال فيه النجاشي ثقة صدوق عين من عيون هذه الطائفة عن حسن بن علي الفضال فإنما يدل على حسن الرجل. ولا تنصيص على وثاقته في كتب الرجال، ولم يرد فيه ضعف في الحديث او العقيدة فيها. وكون مثل الحسن بن محبوب من رواة كتابه يزيد في حسنه واعتباره. وهو من الطبقة الخامسة
وهورواه عن ابي الربيع الشامي:
وهو خليد بن اوفى او خالد وفي الخلاصة اسمه خليل بن ارقا، وفي جامع الرواة كأنه تصحيف من بعض النساخ.
ففي رجال النجاشي والفهرست: الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عنه بكتابه.
وقال في جامع الرواة: قال الشهيد الثاني في شرح الإرشاد في صحة الطرق الى الحسن بن محبوب واجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه توثيق ما وفيه نظر.
وروى عنه جماعة مثل منصور بن حازم وعبدالله بن مسكان ويونس بن عبدالرحمن كما ان محمد بن عيسى روي عن يونس عنه.
وبالجملة: لاتنصيص على وثاقته في كتب الرجال وليس فيها ضعف في نقله او عقيدته ايضاً.
والمهم في لحاظ اعتباره نقل الحسن بن محبوب وهو من اصحاب الاجماع ونقل مثل محمد بن عيسى ويونس بن عبدالرحمن عنه. وهو من الطبقة الرابعة.
فالرواية لا تتصف بالموثقة من جهة ما عرفت في الرجلين الأخيرين.
ومن جملة ما يمكن ان يقال في اعتبار هذه الرواية اشتهارها في كتب الرواية وقد نقلها الكليني والشيخ والصدوق والمفيد وهو يكشف عن اشتهار نقلها في الاصول المتقدمة.
واما رواية عبد الرحيم. وهي ما رواه أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه، عن عباس بن عامر، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال:
سأله حفص الأعور وأنا أسمع عن قول الله عز وجل: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )؟ قال: ذلك القوة في المال واليسار، قال: فان كانوا موسرين فهم ممن يستطيع ؟ قال: نعم... الحديث.[3]
اما جهة الدلالة فيها:
فان قوله (عليه السلام) في تفسير من استطاع اليه سبيلاً، بالقوة في المال واليسار وتأكيده (عليه السلام) بذلك عند سؤال الراوي: فان كانوا موسرين فهم ممن يستطيع. انما يدل على اعتبار اليسار في الاستطاعة، وهذا العنوان انما يصدق مع ان يكون عنده ما يحج به اضافة على ما يحتاج اليه في معاشه المتعارفة حين الحج وبعده وهذا ينافي كونه مديوناً وعدم وجود ما يتمكن معه من اداء دينه.
اما جهة السند فيها:
فقد روي الحديث احمدبن محمدبن خالد البرقي في المحاسن.
وثقه النجاشي في رجاله، والشيخ في الفهرست والعلامة في الخلاصة. وهو من الطبقة السابعة.
وهو رواه عن ابيه وهو محمدبن خالد ابوعبدالله البرقي، ابن عبدالرحمن بن محمد بن علي، وثقه الشيخ في الرجال، وكذا العلامة. وهو من الطبقة السادسة.
وهو رواه عن عباس بن عامر، وهو ابن رباح، قال فيه النجاشي: الصدوق، الثقة، أكثر الحديث. وكذا العلامة. وهو من الطبقة السادسة.
وهو رواه عن محمد بن يحيى الخثعمي، لا تنصيص على وثاقته في كتب الرجال، ولكنه افاد الشيخ في الفهرست: له كتاب روى عنه ابن سماعة وابن ابي عمير.
وقال الشيخ في الاستبصار في باب من فاته الوقوف بالمشعر: انه عامي.
ويحتمل كونه محمد بن يحيى بن سليم كما في الخلاصة، او محمد بن يحيي بن سليمان كما في رجال النجاشي. وفي الاول محمدبن يحيى بن سليم الخثعمي، وفي الثاني محمد بن يحيى بن سليمان الخثعمي، اخو مغلس، كوفي ثقة. روى عن ابي عبدالله (عليه السلام) ويؤيد الاشتراك ان الموجود في اسناد الروايات محمد بن يحيى الخثعمي واما ابن سليمان او ابن سليم فغير موجود في اسناد الاخبار وانما هو مذكور في الرجال.
وبالجملة: مع قوة القول بالاشتراك، فانه يكفي لنا في وثاقته نقل اجلاء الاصحاب عنه مثل ابن ابي عمير ومحمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عنه والحسن بن محبوب وهو من اصحاب ابي عبدالله الصادق (عليه السلام) ومن الطبقة الخامسة.
وهو رواه عن عبدالرحيم القصير. وفي بعض الكتب عبدالرحيم بن روح او عبدالرحيم بن عتيك القصير، وجميع العناوين واحد. لا تنصيص على وثاقته في كتب الرجال.
غير انه روى عنه اجلاءالاصحاب مثل ابن مسكان، واسحاق بن عمار وفي الكافي في باب ان الائمة (عليهم السلام) هم الهداة: عن صفوان عن منصور عنه بطريق صحيح الى صفوان.
فان فيه محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عنه والمراد صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم.
وعليه فإنما يشمله التوثيق العام من الشيخ (قدس سره) في العدة. وهو من الطبقة الرابعة.
فالرواية موثقة على الأقوى.
ويؤيد ما افاده السيد الحكيم من اعتبار السعة واليسار في الاستطاعة، مضافاً الى ما استدل به من روايتي ابي الربيع الشامي وعبدالرحيم بن القصير.
ما رواه العياشي في تفسيره قال: وفي روايةحفص الاعور عنه (عليه السلام) قال: القوة في البدن واليسار في المال.[4]
ومارواه محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) باسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) - في حديث شرايع الدين - قال: وحج البيت واجب على من استطاع إليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن، وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله، وما يرجع إليه من حجه.[5]
[1] .وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، الباب 9 من أبواب وجوب الحج وشرائطه، ص37، الحديث1418/1.
[2] .الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج2، ص636، الرقم 642.
[3] .وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، الباب 9 من أبواب وجوب الحج وشرائطه، ص38، الحديث14182/3.
[4] .وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، الباب 9 من أبواب وجوب الحج وشرائطه، ص36، الحديث14179/13.
[5] .وسائل الشيعة (آل البيت)، ج11، الباب 9 من أبواب وجوب الحج وشرائطه، ص38، الحديث14183/4.